تشكّل الإعلانات الصحفية المحلية ظاهرة فريدة، فهي قد تتضمن أي محتوى يحدده المعلن، دون أدنى تدخل من الجريدة. وفي كثير من الأحيان، يستمتع القراء بتصفح الإعلانات أكثر من تصفح الأخبار، وذلك لأن بعضها يحتوي على محتوى طريف أو معلومات غريبة أو رسائل غير مباشرة، بهدف الوصول لشخص ما أو لاحتياج ما.. وفي النهاية، فإن الإعلانات حالة متنوعة، قد تعطيك انطباعات مهمة عن المجتمع وعن أحواله. ومن هنا، فإن الكثيرين وأنا منهم، قد يرصد ملمحاً من الملامح، عن طريق إعلان قد يمر عند البعض مرور الكرام.
قبل أسبوع، نشرت إحدى الشركات صفحة تهنئة لشركة أخرى، وتضمّن المحتوى أسماء قيادات الشركة المهنَّأة. وباستثناء رئيس مجلس الإدارة ونائبه ومدير العلاقات الحكومية، فإن كل هؤلاء القيادات من الوافدين.. ونحن هنا نتحدث عن شركة كبرى، ونتحدث عن إدارات مهمة مثل العقود والشئون المالية والتخطيط والتموين، ولم يتبقَ للمواطنين سوى إدارات التعقيب أو الاستقبال أو الأمن!.. بمعنى أن كل الكلام عن جهود وزارة العمل في مجال توطين الوظائف هو كلام إنشائي لا علاقة له بأرض الواقع، أو أنه يُطبّق على الصغار دون الكبار.
إننا أمام وضع لا يجب السكوت عليه، فإذا تركنا كبار رجال الأعمال يستخفّون بالبلد وبأنظمة البلد، فإنهم سيزدادون ثراءً، وسيزداد الباحثون عن الفرص من شبابنا فقراً.