النصيحة الذهبية التي نهديها لطلابنا المبتعثين هي مخالطة مجتمع الدولة الذي بعثوا إليه لأجل مزيد من الفائدة والتعلم؛ سواء على مستوى اللغة والعلوم أو المعرفة الثقافية والاجتماعية، التي هي فائدة إضافية،إن لم تكن أساسا في ابتعاثهم للدراسة في دول متقدمة تقنياً ومعرفياً وتنظيمياً. تلك التوصيات؛ لكن الأمور لا تسير بالنسبة للمبتعث بالسهولة التي نتصورها فجميع الطلاب الأجانب قد يجدون صعوبات في التأقلم مع مجتمعاتهم الحديثة - المجتمعات الغربية تحديداً مجال معرفتي. لايوجد دراسات موثقة حول الطلاب السعوديين ولكن باعتبارهم جزءاً من منظومة الطلاب الأجانب في دول الابتعاث سنعتبر أن جزءاً من الدراسة التي نشرتها الهيئة الكندية لتعليم الأجانب قد ينطبق عليهم، وهي دراسة أجريت على أكثر من ألف وخمسمائة طالب أجنبي يدرسون بكندا.
45% من أولئك الطلاب الأجانب يرون أن هناك صعوبة في التعرف والتزامل مع الطلاب الكنديين، و 22 % لم يوافقوا أو يرفضوا هذا الرأي. 58% من الطلاب الأجانب ليس لديهم أصدقاء أو قلة أصدقاء أو معارف كنديين. رغم أن 78 % من الطلاب الأجانب يرغبون في ذلك و 5% فقط يرفضون فكرة الاحتكاك بالطلاب الكنديين. وهناك 31% فقط يفضلون الاختلاط بطلاب من جنسياتهم فقط.
الدراسة حول واقع الطلاب الأجانب بكندا مطولة، وليس المجال استعراض تفاصيلها، لكن ما أريد الوصول إليه هو أن أبناءنا وبناتنا المبتعثين مثلهم مثل غيرهم من الطلاب الأجانب بدول الابتعاث؛ سواء كانت كندا أو أمريكا أو بريطانيا أو استراليا أو غيرها من الدول، يتمنون ويرغبون في الاحتكاك بطلاب الدولة التي يدرسون بها، لكن الأمور لا تسير على هواهم دائماً. هناك معوقات ثقافية واجتماعية تحول دون ذلك، وليست فقط معوقات عاطفية كالحنين لأبناء الجالية، كما قد نتصور ونحن بعيدون عنهم. يبقى السؤال الذي ناقشه تقرير الدراسة ويجدر بنا مناقشته هو كيف نساعد أبناءنا المبتعثين في تجاوز بعض العوائق التي تحد من تعارفهم واحتكاكهم بطلاب الدولة المبتعثين إليها؟
هنا أطرح أسئلة تخص أندية المبتعثين السعوديين. هل الأندية الطلابية تساعد في هذا الشأن، أم أنها تسهم في تقوقع الطالب على ابناء جنسيته؟ كيف نشجع تلك الأندية، بل كيف نشجع الطلاب على المستوى الفردي بالاندماج والاحتكاك مع أفراد ومجتمعات الدولة التي يدرسون بها؟
أتحدث عن المجتمعات، الطلاب، أهل البلد وليس الجاليات الأجنبية الأخرى كما يحدث في بعض الجمعيات الطلابية الدولية؟
لماذا لا نشترط على الأندية أو نحفزها على إقامة نشاطات يشارك فيها الطلاب السعوديون طلاب الدولة المبتعثون إليها؟ لماذا لا نعمل على تأسيس لجان أو جمعيات صداقة طلابية بين المبتعثين السعوديين وطلاب البلد الذي يدرسون فيه، ونقوم بدعم أنشطتها كرديف أو بديل للأندية الطلابية؟
أنا أنثر هنا أسئلة للحوار، ولعل المبتعث يساهم في إثرائها وإجابتها لأنه أعرف بواقعه. ولأنه لا توجد لدي وصفة أو إجابات محددة في هذا الشأن، أكثر من خبرات محدودة وليست حديثة مع الأندية الطلابية.
malkhazim@hotmail.comلمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm