تونس - دبأ:
كشف خبير عسكري تونسي عن تخطيط كتائب مسلحة تابعة لتنظيم أنصار الشريعة ومقاتلين مرتزقة لاجتياح الجنوب التونسي انطلاقاً من الأراضي الليبية. وأفاد محمد صالح الحيدري، وهو عقيد أركان حرب متقاعد على قناة نسمة الخاصة ليل الجمعة - السبت ، بأن كتائب تابعة لتنظيم أنصار الشريعة خططت لاجتياح الجنوب التونسي بمعية مقاتلين ليبيين ومرتزقة، ضمن قوة تعد بنحو 10 آلاف مقاتل انطلاقاً من الأراضي الليبية. وقال الحيدري «هناك مصادر وأدلة ثابتة وموثقة بوزارة الداخلية تؤكد هذا المخطط».
وكان وزير الداخلية لطفي بن جدو، كشف، في تصريحات لإذاعة محلية في وقت سابق هذا الأسبوع، عن أن قوات الأمن التونسية أحبطت بالفعل مخططاً لتنظيم أنصار الشريعة المصنف تنظيماً إرهابياً، كان يهدف لتقسيم البلاد إلى ثلاث إمارات بالشمال والوسط والجنوب. وأضاف بن جدو أنّ هذا المخطط كان يتم التحضير له عبر تنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات في عدة مدن تونسية.
وأوضح أن خطة الاجتياح للجنوب التونسي «تبدأ بتنفيذ 50 عملية تفجير في كامل تراب الجمهورية وخاصة بالعاصمة بهدف إرباك الجيش والأمن». وأشار إلى أن الهدف الأول من هذه العمليات هو تشتيت جهود المؤسسة العسكرية والأمنية والتمهيد للهجوم على الجنوب عبر ليبيا، لافتاً إلى أن الخطورة تكمن في استحواذ هذه الكتائب على جزء من الترسانة الكيميائية التي تركها جيش القذافي. وسبق أن بثت وزارة الداخلية التونسية في 28 آب - أغسطس الماضي خلال مؤتمر صحفي محادثات عبر «سكايب «لعناصر إرهابية وهي بصدد التخطيط لتنفيذ 50 هجوماً إرهابياً في آن واحد ضد مراكز أمنية وتجارية وأماكن حيوية في البلاد. وقال الخبير الأمني ناصر بن سلطانة رئيس الجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية للأمن الشامل فى تصريحات بثتها محطة نسمة الخاصة إن هناك أكثر من 3500 مقاتل تونسي كانوا يقاتلون في سورية وهم يتدرّبون الآن في منطقة درنة بليبيا. ورجحت عدة تقارير تواجد زعيم تنظيم أنصار الشريعة بتونس سيف الله بن حسين الملقب بأبو عياض ، المطلوب للأجهزة الأمنية ، على الأراضي الليبية. وأضاف بن سلطانة «منطقة درنة هي قندهار ليبيا إذ تتشابه معها في تنظيمها الإداري وتتواجد بها تشكيلات أمنية موالية لعبد الحكيم بلحاج». لكن بن سلطانة استبعد إمكانية شن هجوم على تونس عبر الأراضي الليبية لسبب خضوع المنطقة لمراقبة القوى الغربية والجزائر وتحليق مستمر للطائرات بدون طيار، مع تواجد الكتائب في منطقة بعيدة نسبياً عن الحدود التونسية. وقال الخبير الأمني «فضلاً عن المراقبة الإقليمية ترتبط تونس باتفاقية صداقة مع الجزائر تعود الى سنة 1983 وتنص على تدخل الجيش الجزائري في حال تعرّضت تونس إلى أي هجوم من ليبيا».
وتم بالفعل تفعيل هذه الاتفاقية سنة 1985 عندما هدد معمر القذافي باجتياح تونس، وأرسلت الجزائر حينها 2500 جندي على الحدود التونسية استعداداً للتدخل. ويتم التنسيق الآن بشكل واسع بين الجيشين التونسي والجزائري لتعقب جماعات إرهابية متحصنة بجبل الشعانبي على مقربة من الحدود الجزائرية متورطة في قتل تسعة جنود تونسيين وفي الاغتيالات السياسية بتونس. وكانت تونس قد أعلنت في 29 آب - أغسطس الماضي حدودها الجنوبية المشتركة مع ليبيا والجزائر منطقة عسكرية عازلة للتصدي الى مخاطر الإرهاب وتهريب السلاح.