تناهى لسمع المواطنين الكرام ماصرح به سعادة مدير عام المرور بالمملكة- وفقه الله-، من قيام حملةٍ مرورية صارمة لمنع أصحاب الحافلات الصغيرة من نقل الطلاب والطالبات والمعلمات، إلا بعد الحصول على تصريح، وهذا من حيث ظاهر الأمر إجراء طيب، لكن أين البديل ؟ أين الحل ؟ هل أُمنت حافلات للقضاء على المشكلة ؟ هل الحصول على تصريح أمر متاح ممكن؟ ام شبه مستحيل؟ فلا نزيد الطين بِلة والداء علة!!! فلا تزيدوا الأسر رهقاً إلى رهقهم، فالمواطن يادوب يجد له سائقا يثق به ولو بنسبة يسيرة لكي يوصل فلذة كبده، هذا طفل للروضة، وذاك للابتدائي، وتلك بنت للجامعة، ولسان حاله اللهم سلم سلم سلم !!!، هذه مشكلة أزلية أعيت كبار وصغار وساسة الفكر، حتى أضحى التخبط بقرارات أبعد ما تكون عن حلول المشكلة.
ولا تعدو أن تكون استعراض قوة لا غير.
ولكن على حساب الضعفاء.
يا أحبتي ليست المشكلة أن السائق لا يحمل ترخيصاً أو أن الترخيص منتهٍ، المشكلة أن الكثير من بناتنا تدفع فوق راتبها (المكافأة) لنقلها لمدرستها.
المصيبة أن أغلبهن تقوم قبل صلاة الفجر للمدرسة ولا ترجع إلا بعد العصر، أو العشاء.
المشكلة إنني على يقين أن إيقاف 830 يعني أنك ضاعفت المشكلة من مشكلة واحدة إلى 830 مشكلة!!!، وهذا كما يقول المثل العربي: كمن يغسل الدم بالدم!! أو كما يقول الناظم:
ومن يغيّر منكراً بانكرا
كغاسل البول بحيض أكدرى
ويكرم رجال المرور ومحشومين.
المشكلة أن أغلب سيارات النقل المدرسي الرسمية قديمة، ولا تغطي ربع الاحتياج، فصار الضحية هو المواطن، حتى صار الموظف نصف وقته لإيصال أطفاله للمدارس وإرجاعهم، فالدولة والمواطن هما الخاسران الأكبران من هذا الإجراء، فرجاؤنا لإدارة المرور لإعادة النظر وإجادة الحلول الناجعة.
محافظة رياض الخبراء