البعض قد يعترض على تسميتها (بالمهنة)، مطالباً بأن تكون (رسالة)!.
قد أتفق مع هذا التوجه إلى حد ما، ولكنها في النهاية (لقمة عيش)، وحتى أكون أكثر وضوحاً من المناسب أن تكون (رسالة) لجيل المعلمين (السابقين)، عندما كنا نخشى رؤية (المعلم) في الشارع أو السوق، ليس خوفاً، بل (هيبة وتقديراً)!.
أما اليوم فيبدو أن الأمور تغيرت كثيراً، وطغت التعاملات المالية على كل شيء آخر، حتى أن هناك من يحدثك أن بعض المعلمين والطلاب يجتمعون في (مقاهي الشيشة والمعسل) في بعض البيئات التعليمية في المملكة، كنوع من الثقافة المحلية، دون اكتراث لما يحمله هذا السلوك الخاطئ من تدمير أخلاقي وتربوي للطلاب، بل من المعلمين من انشغل (بتوافه) الأمور الحياتية لتكون هي محور حديثه مع طلابه، وضيع أمانة التعليم؟!.
برأيي أن (معلم اليوم) هو المسؤول عن ضعف هيبته وشخصيته أمام أبنائه الطلاب، حتى وصلنا لمرحلة الاعتداء عليه؟!.
لا يمكن أن تمنح وزارة التربية والتعليم (الهيبة) للمعلم إذا كان هو في الأصل فاقداًً لهذه الخصلة والصفة التربوية حتى لو سنت عشرات الأنظمة.
ببساطة متى ما كان (المعلم) جاداً ومثابراً وحافظاً للأمانة وحاملاً (للرسالة) بالشكل الصحيح، منح الخصال والسجايا (الربانية) التي يهبها الله لكل معلم في قلوب تلاميذه؟!.
في العديد من الدول العربية التي تعاني (ضعفاً) في المخرجات التعليمية، وخللاً تربوياً في البيئة المدرسية، نجد أن القاسم المشترك هو أن (المعلم) يعتبر التدريس مهنة (طاردة)، قد تكون (مؤقتة) عنده، وقد تكون (ثانوية) عند غيره، لذا نجد أن المعلم يعمل بعد الظهر في مجال مختلف، قد لا يتناسب مع طبيعة وسلوك مربي الأجيال، وهو من الأسباب التي تفقد التعليم هيبته!.
انظر حولك: كم من المقاولين (معلماً)؟ وكم من تجار الدواجن (مدرساً)؟ وغير ذلك من المهن الأخرى التي يزاولها (المعلمون ومديرو المدارس ووكلاؤهم) في أوقات الفراغ، وبين الحصص؟!.
مما يبقي السؤال مطروحاً: هل التعليم (رسالة) أم (مهنة) عند هؤلاء؟!.
لأن الفرق بينهما كبير!.
وعلى دروب الخير نلتقي
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com