الجبيل - عيسى الخاطر:

قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية أول من أمس بزيارة تفقدية لمحافظة الجبيل، اطلع خلالها على المشاريع البلدية والتعليمية بالمحافظة.

واستهل سموه زيارته بتفقد معهد الجبيل التقني، حيث كان في استقباله الدكتور مصلح بن العتيبي الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل، وعدد من مسؤولي الهيئة والمعهد. واستمع سموه في مستهلّ زيارته إلى كلمة من مدير عام الكليات والمعاهد الدكتور علي عسيري، تحدث فيها عن دور الهيئة الملكية بالجبيل في تعليم وتطوير الشباب من خلال ثلاث مؤسسات تعليمية هي كلية الجبيل الصناعية وكلية الجبيل الجامعية ومعهد الجبيل التقني.

ثم قدّم لسموه نبذة عن المهارات والبرامج التي يتم تنفيذها في معهد الجبيل التقني والتجهيزات التي يوفرها المعهد لتقديم مستوى عالٍ من التعليم والتدريب لإعداد كوادر وطنية مؤهلة تأهيلاً علمياً وعملياً. ثم اطلع على أقسام المعهد، بعد ذلك توجه سموه إلى عدد من المعامل مطلعاً على جهود المعهد في تخريج كفاءات سعودية تقنية لسوق العمل، من خلال ما تحتويه من تجهيزات تعليمية متقدمة، كما شاهد بعض المشاريع الصغيرة بطلاب المعهد في نحو 11 مهارة يتم تدريب الطلاب عليها.

ثم انتقل سموه إلى مقر بلدية الجبيل، حيث كان في استقباله معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، ومعالي مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، ومحافظ الجبيل المهندس بدر العطيشان. واجتمع سموه بأعضاء المجلس البلدي وأمين المنطقة الشرقية الذي قدم عرضاً موجزاً عن أهم المشاريع التي تنفذها الأمانة بالمحافظة. كما وضع سموه حجر الأساس لمركز الأمير نايف الحضاري بالجبيل وأعلن سموه بدء منح تصاريح البناء في ضاحية الملك فهد في الجبيل، كما أعلن خلال الاجتماع عن تخصيص أرض لفرع جامعة الدمام بالجبيل، واستمع سموه إلى أعضاء المجلس البلدي الذين قدموا لسموه احتياجات المحافظة.

عقب ذلك أقام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، حفل استقبال لأهالي الجبيل وذلك بمقر مجلس المحافظة.

وفي بداية الحفل تشرف الأهالي بالسلام على سموه ثم بدئ الحفل الخطابي، الذي تضمن كلمة لمحافظ الجبيل بدر العطيشان، رحب فيها بسموه في المحافظة، شاكرا له هذه الزيارة التفقدية التي تؤكد اهتمام وحرص ولاة الأمر بكل مناطق ومدن ومحافظات المملكة دون استثناء. إثر ذلك ألقى الشيخ أحمد الجراح، كلمة أهالي محافظة الجبيل، ثم ألقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة.

ثم ألقى سمو أمير المنطقة الشرقية كلمة قال فيها: يسعدني أن أهنئكم بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثالث والثمانين لمملكتنا الغالية، حيث يأتي هذا اليوم المبارك من كل عام ليؤكد قوة وتلاحم هذه البلاد والتفاف المواطنين حول قيادتهم الرشيدة، ونسأل الله أن يديم على مملكتنا نعمة الأمن والاستقرار وأن يحفظ قادتنا ويوفقهم لما فيه خير الأمة. كما يسعدني أن أكونَ بينكم في محافظة الجبيل الناهضة التي تشهد نهضة صناعية وحضارية كبرى، تنتشر معالمها وملامحها على هذه الأرض الطيبة، انعكاساً لطموح ولاة الأمر حفظهم الله، وخيارات بلادنا الاستراتيجية، وأهدافها المستقبلية. ونحمد الله تعالى بأن مشاريع الخير تتوالى في بلادنا وقد أطلقنا قبل قليل البدء في تقديم تراخيص البناء في ضاحية الملك فهد لخمسة آلاف وأربعمائة وحدة سكنية على مساحة تتجاوز سبعة ملايين متر مربع، ونأمل أن يسهم ذلك في تحقيق مزيداً من الخير لأبناء المحافظة. كما أود إبلاغكم بأنه تم تخصيص أرض لجامعة الدمام بمساحة مليون ومائتين ألف متر مربع لإنشاء مبان أكاديمية تخدم طلاب وطالبات محافظات الجبيل والقطيف ورأس تنورة، لتكون إنجاز مميز للتعليم العالي وسيتم البدء قريبا تنفيذها على مراحل إن شاء الله لهذه المحافظة، وكذلك تم وضع حجر الأساس لمركز الأمير نايف الحضاري، وأقدم الشكر لمعالي أمين المنطقة الشرقية على جهوده ومتابعته وكذلك لمعالي مدير جامعة الدمام، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل.

وقال: إن محافظة الجبيل تشهد تحولات اقتصادية وصناعية استراتيجية لا تقتصر تأثيراتها الإيجابية على الصعيد الوطني، بل تتجاوز حدودها الخليجية، وتتخطّى محيطَها الإقليمي، إلى الصعيد الدولي، وستغير صورة الصناعة البتروكيماوية في العالم بصورة شاملة، حيث تشهد الجبيل مشروعات عدة عملاقة وباستثمارات تشارك فيها كبريات الشركات العالمية، الأمر الذي سيمكّنُ صناعة البتروكيماويات أن تسهم بدرجة كبيرة في تنويع الأنشطة الصناعية في المملكة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن مجموعة منتجاتها سوف تؤدي إلى ظهور أنشطة جديدة تحقق قيمة مضافة من الموارد الطبيعية الوفيرة في المملكة، وتوسع نطاق صناعاتها القائمة، وإن الجبيل مهيأة لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي، سواء على مستوى حجم أو كم أو عدد المشروعات الضخمة وما تنطوي عليه من أرقام تكشف عن زخم التوجه الاستثماري العالمي إلى المملكة وإلى الجبيل على نحو خاص، أو على مستوى ضخامة الاستثمارات ونوعيتها، وكلاهما يعني في المحصلة النهائية توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، ورفع الناتج المحلي الإجمالي، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتوسيع قاعدة الاقتصاد المحلي، قال سموه: لا بد أن أشير هنا إلى أن توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، بمثابة مصباح يضيء لنا الطريق، وهي واضحة بالتزام ميزان العدل والحق في خدمة الناس وأنا في خدمة كل فرد منكم أسهر لراحته وهذه ليست منة، بل واجب يحتم علينا القيام به بكل أمانه ومسؤولية وندعو من الله العون والسداد، وإننا نعتز بأن نقفُ اليومَ على قلب رجل واحد، لنعلنَ لقيادة هذا الوطن الغالي أنَّ مسيرةَ هذا الوطن مستمرة وممتدّة ومتنامية على الغاية والهدف وعلى الطريق، مسيرةً تمضي بتوفيق من الله عزَّ وجل ورعايتِهِ، ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله، وفي الختام: نسأل الله أن يحفظ لنا سيدي خادم الحرمين الشريفين، ويوفق الجميع لما فيه خير الوطن وراحة المواطنين.