اعتراف أوباما بأنه لا يدخن خوفاً من زوجته (ميشيل)، هو برأيي (شجاعة رجل) لاحترام مشاعر المرأة، رغم أن الاعتراف الذي سُرِّب من الأمم المتحدة (الاثنين) كان نتيجة (خطأ تقني) أصاب ميكرفون القاعة أثناء حديث شخصي للرئيس!
تخيل لو أن (أوباما) زوج عربي، هل كان سيبوح بهذه المعلومة الشخصية؟!
لم يسبق أن اطلعت على دراسة علمية تحدد نسبة تأثير (المرأة العربية) على سلوك أو قرارات زوجها، وإن كنت مؤمناً أن النسبة ستكون صادمة لأولئك الذين يتقمصون (شخصية الأسد) في مجتمعاتهم!
ليس عيباً في أخلاقنا وقبل ذلك في ديننا أن يُلبي ويتفهم الرجل حاجات زوجته ورغباتها، ويغيّر من سلوكه الشخصي بما يضمن الحياة الهانئة (للزوجين)، ولكن للأسف الشديد هناك من يعتقد أن مخالفة رغبات الزوجة تحت بند (عدم الانصياع للحريم) هو جزء من تكوين شخصية (الرجل) حتى لا تهتز هيبته، بل هناك من يربط هذا الأمر بما هو أبعد حتى يصل إلى أن (فحولة الرجل) وشجاعته تتمثَّل في تكسير كلام المرأة، لجعلها تسير على العجين (ماتلخبطوش) على رأي (سي السيد)، لأن القاعدة المشروخة تحكم على شخصية الزوج بأنها (مهزوزة)!
هناك نساء كثر(أثرنّ) بآرائهنّ السديدة في تاريخ البشرية وخصوصاً في تاريخنا الإسلامي والعربي، حتى لو ردد البعض أن (أمنا حواء) هي من تسببت في خروج (أبينا آدم) من الجنة، فمن منا لا يعرف قصص سارة زوجة إبراهيم؟ ومريم أم المسيح؟ وعائشة وخديجة أمهات المؤمنين؟ وبلقيس ملكة سبا؟ وكل امرأة امتلكت رأياً سديداً وحصافة في التفكير، حتى إن المرأة كانت شريكة للرجل في اتخاذ العديد من القرارات المصيرية والهامة في حياة القادة والشجعان!
هذا مثال كافٍ على مر العصور للرجوع لرأي الزوجة، وتلبية احتياجها كجزء من الشخصية (الذكورية السوية) وتقديراً لها حتى بعد مماتها، ألم تسمع جرير وهو يقول في رثاء زوجته: (لولا الحياء لهجاني استعبارُ .. ولزرت قبرك والحبيب يزارُ)؟!
في عصرنا الحديث قد يكون أغلب الرجال يرجعون لزوجاتهم في (مهاجع الليل) ليرتموا في أحضانهنّ، مستعرضين بطولاتهم النهارية، يتأثرون (بآرائهن)، ويلبون طلباتهنّ، وقد يستشهد التاريخ يوماً بسيجارة (السيد الرئيس)؟!
حتى لو لم يعترف كل الرجال بذلك!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com