في 23 سبتمبر 1932م توحّدت بلادنا الغالية من ثرى مكة الطاهر إلى ضفاف الخليج الحالم، ومن شموخ الجنوب الآسر إلى كَرَم الشمال الدائم، وعبر حضن نجد الدافئ اجتمعت القلوب والأجساد تحت مسمى (المملكة العربية السعودية) على يد المغفور له الملك الوالد الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ورجاله رحمهم الله جميعاً، واليوم في ذكرى يومنا الوطني المجيد تتداعى الصور الجميلة وسط زحام من المشاعر التي لا يُلام إزاءها كل مواطن و مواطنة فإذا ما باحوا بعشقهم لهذه الأرض الطيبة بصحاريها وقفارها بسهولها وجبالها فهُم بصدد الحديث عن الوطن والبيت الكبير والملاذ الآمن الذي نفديه بأرواحنا، لم تتعرض دولة في العصر الحديث في ظنّي لمحاولة زعزعة أمنها بمثل ما تعرّضت له بلادنا الغالية والتاريخ شاهد وحافل بتلك المحاولات، واسالوا الستينيات عن عبدالناصر والسبعينيات عن الخميني والثمانينيات عن حادثة اقتحام الحرم واطلبوا من التسعينيات أن تحدثكم عن صدام، والألفية الجديدة عن جنون المحافظين الجدد في الحزب الجمهوري الأمريكي ودمار الإرهابيين، الكل كان يراهن على سقوط النظام والفوضى لكنهم بفضل الله ورحمته خسروا الرهان جميعاً وظلّت راية التوحيد خفّاقة وبلاد الحرمين آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان، نسأل الله سبحانه أن يرزقنا شكر نعمته ويحفظها من الزوال، لقد حفظ الله السعودية من الشرور قديما وحديثا لأنها كانت ولم تزل وستبقى بمشيئة الله تبذل الغالي والنفيس لخدمة أطهر البقاع في الأرض على الإطلاق المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة والمشاريع العملاقة واضحة للعيان، هذا الوطن يستحق المحافظة عليه والذود عنه وتأتي مناسبة اليوم الوطني لتجدّد التأكيد على هذه المعاني مقرونة بالأمل غير المحدود والثقة بالله سبحانه أولاً ثم بقيادتنا الحكيمة لاستكمال ما يطمح له المواطن من خدمات وحقوق مشروعة من سكن وصحة وتعليم وضبط لأسعار السلع الرئيسة، وزيادة دخل الفرد مع إيماني العميق بأن كل ما ذكرته يقع ضمن أولويات حكومتنا الرشيدة، إن التلاحم العميق بين الشعب السعودي العظيم وقيادته بات مضرب المثل وهي كيمياء سعودية بامتياز لم يفهمها ولن يدركها المرتزقة في لندن ومن يقف وراءهم، حفظ الله بلدنا الغالية من سوء وفتنة وأدام عليها الأمن والاستقرار وزاد أهل هذا البلد العظيم بسطة في أرزاقهم وصحة في أبدانهم.
في لقاء تلفزيوني سابق تحدّث صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة عن تجربته في إدارة رعاية الشباب وقصة بناء الرياضة السعودية والحقيقة أنها تجربة ثريّة كان من ثمارها انطلاق دورة كأس الخليج التي هي فكرة الأمير خالد وعلى الصعيد المحليّ كانت هناك جهود ملموسة وضعت اللبنات الأولى للكرة السعودية لتسير في الطريق الصحيح وفق تخطيط وتنظيم مُحكم، الأمير خالد في اللقاء التلفزيوني قدّم فكرة ألمعية لتطوير الكرة السعودية لتلحق بركب الدول التي كانت خلفنا كرويا ثم سبقتنا، ويتلخّص مقترح سموه باقتصار الأندية الرياضية على لعبة كرة القدم حيث يرى سموه بأن تكريس جهود الأندية على لعبة القدم فقط من شأنه توحيد الجهود ورفع مستوى الفرق وعدم تشتيت جهود إدارات الأندية في أنشطة أخرى، ثم عرّج سموه على البُعد الاجتماعي والثقافي والألعاب المختلفة مؤكداً بأنه عندما تم دمجها جميعا في الأندية الرياضية، عندما كان مديرا لرعاية الشباب لم تكن هناك وزارات لترعاها ! وبالتالي كان لزاما – حينها – على إدارة رعاية الشباب أن تقوم بدور تلك الوزارات، أما الآن فالأنشطة الدينية والثقافية مكانهما في وزارتي الشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام، والأنشطة الاجتماعية تناسبها وزارة الشؤون الاجتماعية، أما الألعاب المختلفة فيتم توزيعها على الجامعات والكليات العسكرية ليشكّلوا نواة منتخباتنا الوطنية من جهة ولأجل استعادة دور المدارس والجامعات والكليات لحفظ أوقات الشباب واستكشاف مواهبهم من جهة أخرى، حقاً إنها فكرة رائدة من سمو الأمير خالد وجديرة لوضعها موضع التنفيذ في ظلّ الهزال الذي تعانيه الرياضة السعودية في كل الألعاب وخصوصا كرة القدم وعلى دروب الخير دوما نلتقي.
إمضاء:
مادام العَلَمْ به سيف وكلمة نوّرت هالكون
مادام الحرم مخدوم ومتوسّع به البنيان
بتبقى بلادي بنعمة بحول اللي له يصلّون
وبعزم رجال ما جادت كثير بمثلهم أزمان
الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد