سعود الفيصل يعطي الدروس تلو الدروس في كيفية إدارة الشؤون الخارجية, هذه الأسطورة السعودية الحية التي ألهمت الجميع كمنارة يتلمسون الدروب على نورها, في التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة من حولنا, في فرنسا مصر والعين إلى سورية تتجه, في حديثه أثناء مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية المصرية وحين تحدث عن قضية فلسطين كان سعود بن فيصل يقدم درسا بالمجان إلى العالم كله, كان واضحا سخيا في طرحه, سحب بساط المقاومة الأسدية الكاذبة الزائفة التي يتشدق بها أتباع الطاغية بشار, وتلا ذلك أيضاً دعم المملكة إلى الشعب الفلسطيني المالي بعد المعنوي, لك الله يا سعود فأنت أول أسوار الدفاع وحماية الوطن حفظها وحفظكم الله دائماً أبدا.
وفي التجوال بمتابعة الأحداث والإنجازات الخارجية للمملكة, كانت هناك أيضاً محطة لا بد من الوقوف عندها وتبيان مرتكزاتها, إنها محطة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز, نائب وزير الخارجية, هذا الرجل الميزان في برجه قرأت تفاصيل إنجازاته عبر تعليقات المتابعين للشؤون الخارجية السعودية والعربية بشكل عام, المصريون قالوا عنه بكل بساطة انه خير من يوجه الرسائل الدبلوماسية الواضحة المعالم والمؤثرة بنتائجها.
في كلمة سمو الأمير عبد العزيز أمام المنتدى الخليجي السويسري في جنيف اقل وصف قرأته عن هذه الكلمة: « ان تأكيد نائب وزير الخارجية على وقوف المملكة مع مصر وعدم التهاون في مساندة الشعب المصري في تحقيق أمنه واستقراره، يمثل رسالة قوية للغرب على ان المملكة حريصة كل الحرص على تحقيق التضامن العربي والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة وإحلال السلام في مواجهة آفات الإرهاب التي أزهقت أرواح الأبرياء وتطورت حتى وصلت إلى حرب الشوارع.
أليست هذه العبارات تلخص بكل بساطة دور المملكة منذ تأسيسها ومنهاجها الذي التزمت به, منذ الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - والملك فيصل حين كان وزيرا للخارجية - رحمه الله - فالمملكة ضد الإرهاب وهي أكثر من عانت منه, المملكة دائماً مع السلام والوئام وخير البشرية جمعاء, تنشد وتسعى وتعمل من أجل استقرار الجميع, فبكل بساطة المملكة لا ترجو هناء تعيشه ومن حولها يعيشون في بؤس.
ان كلمة عبد العزيز بن عبد الله كانت لقشع الغبار عن التفكير, كانت توضح الصورة الحقيقية للمشهد العربي برمته ودور المملكة في ذلك, في دعمها لمصر وسورية وفلسطين والبحرين ولبنان, المملكة لا تتحدى ولا تنشد عداء أحد, المملكة ترد العداء وتوقف من تزوغ أنفسهم نحو تحطيم إرادة الشعوب وتشويه أحلامهم, سموه في كلمته خاطب العقل الأوروبي بلغته وبأسلوب تفكيرهم, أوضح الأمور بكل بساطة التعبير.
هي لكم أيضاً يا عبد العزيز بن عبد الله تقال ان لك الله, فبكم الصورة تكتمل لدور المملكة الخارجي, وبكلماتكم التي وجبت ان تسمع من به صمم، فإن من يملك العقل ويحتكم إلى المنطق لا بد ان تلامس أثرا في نفسه, وغير العقلاء لا عليكم منهم فأولئك ختم الله على قلوبهم، فهم صم بكم عمي لا يفقهون.