إمرأة مطلَّقة، لا يلتزم طليقها بنفقتها ونفقة ابنتها، تعيش بلا مأوى، وبلا مظلة حكومية تحميها.. تبحث عن ما يسد رمقها فلا تجده إلا في بقايا الأطعمة.

أين تذهب هذه السيدة؟!.. هل تستسلم لليأس و للشياطين التي تحيط بها وبابنتها؟!.

لا، لم تستسلم مزنة الحليس. لقد قادها إصرارها إلى الثعابين! أجل.. ففي لحظة من لحظات صراعها اليومي، لمحت ثعباناً.. و بدل أن تهرب منه، كما يفعل كل البشر، الرجال قبل النساء طاردت مزنة الثعبان، إلى أن أمسكته، لعله يكون طعاماً لها، أو سلعة تبيعها. لم تكن تفكر في أيهما سيصير حال هذا الصيد الجديد، كانت فقط تلاحق هذا الذي كان يهرب منها إلى جحره، إلى أن أمسكته! و بالصدفة، صار هو و أقرانه الثعابين، «باب رزق جميل» لها و لابنتها. وهاهي اليوم تربي هذه الكائنات الخطيرة ثم تبيعها، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لمرأة، لكنها حسب مقابلة الفيديو التي أجريت معها، لم تضطر إلى هذا العمل المميت، إلا لأنها لم تترك عملاً إلاّ وحاولته، دون جدوى، و دون أن يساعدها أحد.

إن مزنة الحليس ليست المطلقة الوحيدة التي تطارد الموت من أجل لقمة عيشها، وهذا لأن من يُفترض بهم حماية هؤلاء العاجزات والعاجزين، في وزارة الشئون الاجتماعية، لا وجود لها إلا في لقاءات القنوات الفضائية، و تصريحات الصحف.