أنا متأكد أنّ العنوان ( أعلاه) سيجعل المتزوجين والمتزوجات أكثر حرصاً على قراءة محتواه من العوانس أنفسهن، هل هو الفضول أم شيء آخر.. (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)؟!.
الأسبوع الماضي طرحت إحدى إذاعات الـ FM التي ابتلينا بسماعها مع كل صباح، موضوع العنوسة في المجتمع السعودي، وكادت المذيعة المسكينة أن ( تلّطم) وهي تتحدث عن النسب وأسباب العنوسة، وأنّ الشباب يتحجّجون بأسباب واهية وسطحية، بينما أنّ البنات المتعلمات يملأن البيوت وينتظرن العدل، وبدأت في استفزازي ( كرجل) حتى شعرت بالذنب، وأنّ من واجبي أن أساهم في حل هذه المشكلة (الاجتماعية العويصة)، وتناولت الهاتف من أجل أن أستأذن ( المعزبة) في الجهاد والمشاركة بنفسي ومالي في سبيل القضاء على العنوسة!.
ولكنني تراجعت فجأة لأنّ المشاكل العائلية ستكون أكبر على الصعيد الشخصي، وهذه الفزعة ستكون بمثابة ( عملية انتحارية) غير محسوبة العواقب، ورأيت أنه من الأفضل أن أتابع عن كثب مجريات الأمور، فاكتشفت أنّ كل المشاركين والمشاركات في الطرح هم من المتزوجين، الذين يُنظّرون في ( قضية العنوسة) بشيء من العبوسة نيابة عن صاحبات الشأن؟!.
العوانس أنفسهن لا يسمع لهن رأي أو طرح؟!.
حتى أنني شككت في الأمر، هل يوجد لدينا عوانس بالفعل؟!.
ينسب لنجيب محفوظ قوله (لا توجد فتاة عانس.. توجد فتاة منع الله عنها شر زوج غير مناسب.. وابتلاء زواج فاشل)!.
الإذاعة كانت تبحث عن ( الشو)، والمذيعة تحاول أن تلمع نفسها بطرح القضية بشيء من ( التمييع) الممجوج، شأنها شأن كثير ممن استباحوا ( قضايانا) وركبوا الموجة عبر وسائل الإعلام، وبالمناسبة من المحزن أنّ هناك من الإعلاميين والصحفيين السعوديين من يبحث عن الأضواء والشهرة على حساب طرح قضايانا الاجتماعية بأي شكل أو أي طريقة، المهم أنّ البطل حاضر وصورته تملأ الصحف والمجلات كمصارع ( لكمال الأجسام)!.
العنوسة لا تكفيها 30 دقيقة، نصفها أغانٍ وقراءة رسائل ( SMS) غرامية، يا ناس خافوا الله عند طرح قضايانا بشكل مباشر بشيء من الجدّية والاهتمام !.
أعلم أنني أقع في نفس الخطأ الآن لضيق مساحة المقال، ولكن عذري أنّ الموضوع للعوانس فقط، بينما معظم من يقرأه من المتزوجين، والعلم عند الله !.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com