حين تقرأ زاوية الأخبار الغريبة والطريفة في إحدى الصحف تصادف أشياء يصعب تصديقها، لكنها - مع ذلك - تحدث! ومن أكثر الأخبار غرابة ما نقرؤه عن حوادث تقع في الهند وبعض الجمهوريات المتخلفة التي خرجت من رحم «الإمبراطورية» السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية، مثل سرقة الأعضاء من أجساد المرضى المنومين في المستشفيات! فالمريض يدخل المستشفى لكي يتعالج من القرحة أو القولون، لكن الجراحين وطواقم المستشفى يستأصلون كليته ويبيعونها إلى الأغنياء الذين يدفعون مبالغ مالية كبيرة للحصول عليها وزراعتها في أجسادهم العليلة! أما المريض فقد لا يعرف ما حدث له إلا عن طريق المصادفة، وبعد أن تنتكس صحته، أو بعد أن يمضي زمن طويل على واقعة السرقة!
هذه الحوادث التي نقرؤها من باب الطرافة أو الغرابة لا يمكن أن نصدق أنها قد تحدث عندنا في يوم من الأيام، وقد كان بعض السعوديين متهمين بأنهم هم الذين يشترون أعضاء جسدية تُباع في السوق السوداء بهذه الطريقة في دول مثل الهند ومصر والصين وأوروبا الشرقية، ويزرعونها في أجسادهم، خاصة زراعة الكلى. لكن الجديد هو ما نشرته صحفنا المحلية عن واقعة سرقة «كلية» من جسد مواطن كان منوماً في مستشفى بإحدى المحافظات هنا في المملكة.
ما زالت القصة في بداياتها، وما زالت تحت التحقيق الرسمي. ولكن إذا تبيَّن أنها وقعت فعلاً وليست متوهمة فهذا يعني أننا ندخل حقبة جديدة لم نعرفها من قبل في تعاملاتنا مع مستشفياتنا التي فيها ما يكفيها من السلبيات، ولا تحتمل المزيد منها!
يبدو أن زمن «العولمة» صار يعني عولمة المصائب والكوارث والسلبيات، وأتمنى ألا يكون هذا هو نصيبنا من «العولمة». ففي مجتمعنا المحافظ البسيط كانت أبواب المنازل وحتى المتاجر تظل مفتوحة في السابق دون حارس أو رقيب؛ لأن السرقة نادرة وسلوك معيب، لا يقدم عليها إلا الأراذل من الناس حتى وإن كانت تقاليد الصحراء تعايشت سابقاً مع الغزو في زمن الحروب والنزاعات. ها نحن إذن، في زمن العولمة، نقرأ هذه القصة الغريبة التي قيل إنها حدثت عندنا في مستشفى بإحدى المحافظات!! فماذا يحمل لنا المستقبل من عجائب وغرائب الأمور!؟
غني عن القول أن هذه القصة تتطلب أقصى درجات الاهتمام من الجهات الصحية والأمنية. ومن حق المجتمع أن يعرف مدى دقة ما نُشر، والعقوبات التي سيتم إيقاعها بالفاعلين والمشاركين والمتواطئين وكل من له علاقة بها، وذلك في حال إن كانت الواقعة صحيحة. أما المريض فعليه من الآن وصاعداً أن يتحسس جسده في كل مرة يخرج من أقسام التنويم في أحد المستشفيات؛ فربما يكون أحد أعضائه قد سُرِق وهو عنه غافل!!
alhumaidak@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر