الممرات عن يمينها..، وشمالها مقاعد للمنتظرين ..
النداء بين فينة، وأخرى يعلن الأسماء..
أبواب العيادات تفتح فيدلف منها نفر...،
وتغلق فيعبر عنها آخرون..
الواقفون في صف أمام استقبال المراجعين...،
و أولئك على مداخل الممرات والردهات، ..
كل الجالسين على المقاعد،..
وأكثر المتجهين إلى الصيدلية..،
الحاملون بيد باقات الورد...
والمتجهون للمصاعد..
عند أبواب المشفى ..، مداخلها.. ومخارجها...
بجوار العربات.. وداخلها..، خارجون منها...، أو متجهون إليها..
كل هؤلاء ... وأولئك..
حتى الصغار منهم، والنساء..،
من تحت النقب، ومن خلال البراقع، وبدونها..،
الجميع يحملون هواتفهم الجوالة..، ينظرون فيها..، يقرأون..، يدوّنون،.. يرسلون..، يتكلمون..
يضحكون..، بهدوء وبصوت، وبصمت، بغضب، وبفرح، وبلا تعبير..،
كلهم مشغولون بها..
بعضهم مستغرق عن إجابة ممرضة..، أو نداء مكبّر إلاّ بعد تكرار، ..
يا للهول :
شغل هذا الجهاز الفرد عن نفسه..، عن أهله، عن عمله، بل حتى عن مرضه، أو مرافقه،...
ثم،.. إلى أين..؟
إلى أين سيأخذ هذا الجهاز الصغير...،
الدنيا الكبيرة ...
اهتمام المرء،.. وفكره..؟!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855