قد لا أحد يستوعب التوحيد والعمل الجبار الذي قام به الملك عبدالعزيز يرحمه الله ومن معه من قيادات وجيوش في توحيد بلادنا, إذا لم يعرف ويلم بجغرافية المملكة تلك الطبوغرافيا والجيولوجيا المعقدة التي استطاع الملك عبدالعزيز في فترة زمنية وفي ظرف تاريخي من توحيدها وجعلها دولة واحدة، وقد ساعد بعد توفيق الله حاجزي الماء الخليج العربي والبحر الأحمر من السيطرة على معظم أجزاء وأقاليم الجزيرة العربية وفصلت المياه الجزيرة عن إيران وشبه القارة الهندية شرقاً، وأيضا القارة الإفريقية غرباً. كما أن تلك التركيبات والكتل الطبوغرافية ساهمت أيضاً في التوزيع والفواصل المكانية مكنت الملك عبدالعزيز من أتمام التوحيد.
أولاً: السهول الغربية بطول البحر الأحمر.
ثانياً: الجبال الغربية تقسم إلى ثلاث مناطق، في الجنوب جبال السروات، وفي الوسط جبال الحجاز، وفي الشمال جبال مدين.
ثالثاً: الهضاب وهي انحدارات سلسلة الجبال الغربية, من الجنوب هضبة نجران ومن الوسط هضبتي نجد والحجاز، ومن الشمال هضبة حسمي.
رابعاً: وسط المملكة ويضم هضبة نجد وحافات طويق وجبال أجا وسلمي ورمال النفود الكبير.
خامساً: يضم شرق المملكة رمال الربع الخالي والدهناء والجافورة وسبخه مطي، وهضاب الصمان والحجرة والحماد والوديان وحرة الحرة.
إذن طبوغرافية المملكة تتكون من السهول الساحلية تهامة غرب المملكة، والمرتفعات الغربية وفي الوسط هضاب وفي الشرق رمال وهضاب.
داخل تلك التركيبات الجيولوجية تكوينات جغرافية تتمثل في الواحات الزراعية والسهوب الرعوية والمدن الحضارية التي تحاط بالأسوار تعيش عزلة داخل أخاديد الأودية والشعاب ذات الوفرة المائية.
رحلة التوحيد التي أقامها الملك عبدالعزيز بدأت من ركن الجزيرة العربية الشمالي الشرقي من الكويت للسيطرة على الرياض, سار بين الرمال والهضاب وهما مكونات المنطقة الوسطى من الجزيرة العربية.. سار من المناطق المنخفضة باتجاه نجاد الأرض للرياض وواحات الرياض الجنوبية الخرج والأفلاج. كما سار الملك عبدالعزيز في استعادته وسيطرته على الحجاز من هضبة نجد باتجاه المرتفعات الغربية عبر جبال الحجاز - الطائف - وسيطر على شريط المرتفعات الغربية في جبال الحجاز (الطائف ومكة المكرمة والمدينة المنورة)، ثم مرتفعات مدين العلا وتبوك, ثم مرتفعات السروات الباحة وعسير وجازان وهضبة نجران.
كذلك استكمال استعادة وسط الجزيرة القصيم وحائل والجوف والحدود الشمالية. كذلك الشريط الرملي وسواحل الخليج الربع الخالي والإحساء والدمام والجبيل والخفجي.
كانت رحلة الملك عبدالعزيز في التوحيد رحلة جغرافية وسط مساحات وفضاءات وصحارى وتباين في الطبوغرافيا وأيضاً تعاقبها من الشرق حتى الغرب من رمال وهضاب وحرات وجبال وتهامة وهنا حقيقة معجزة التوحيد.