|
كتب - أحمد العجلان:
ما أشبه الليلة بالبارحة.. هذا المثل المناسب لمن شاهد سقوط الشباب في المشهد الآسيوي بقيادة (غريب الأطوار) ميشيل برودوم المدرب الذي يبحث عن ( الشو ) بحركات مفتعله تؤكد أنه يقدم خارج الملعب أكثر مما يقدمه داخله.
أعود لنقطة البداية؛ فليلة مشاهدة برودوم وهو يسقط أمام كاشيوا الياباني وخروجه من الباب الصغير بطلبه إلغاء عقده بعد خسائر مذله تذكرني تماما بما فعله ابن بلده إيريك جيرتس.. المشهد يتكرر بتفاصيله الكبيرة والصغيرة.. جيريتس يتعاقد مع وليد الجيزاني وفيصل الجمعان ويسرب جهازه الفني للمغرب، ويبقى بدون طموح وبلا هدف، وعقله مشغول بالمغرب ليسقط الهلال .. في الشباب برودوم ينتصر لغروره ويبعد هداف الفريق التاريخي ناصر الشمراني وزميله ( المخ ) مختار فلاته، وهنا أيضا ليسقط الشباب في المشهد القاري الهام.. أحيانا نتساءل: مالذي يحدث لهؤلاء الخواجات؛ فالبدايات الجميلة والاحترافية ليست كالنهايات التي تحمل في طياتها الكثير من ملامح الغدر واللامبالاة وعدم الوفاء، وكأن المدرب حينها يقول (أخذت الشهرة والمال والنادي بسلامته) ولكن هذه السلامة لم ولن تحصل مع هكذا تعاطي.
برودوم في مشهده الأول مع الشباب كان يقدم عملا مختلفا من خلال احترافية دفعت لاعبيه ليكونوا الأكثر مردودا وجاهزية بين قرنائهم في الفرق ليحصد الفريق الدوري وفي السنة الثانية قل الأداء رغم أن الأدوات هي نفسها، وفي الموسم الثالث يقوم برودوم بتجريد الفريق من أدواته وأهم أسلحته، ويبعد الشمراني ويسمح ببيع تيقالي ويفتتح الموسم بخسارة رباعية تتكرر من نفس الخصم الاتحاد بعد أن خسر منه في آخر مباريات الموسم الماضي بنهائي كأس الملك ليؤكد أنه لم يستفد من الدروس ومن ثم يغادر البطولة الهامة آسيا، ويأتي بعد كل هذه المآسي ويقدم استقالته وكأنه يقول بعد خراب مالطا.. ( خل مالطا في كبد أهلها ) .. أتساءل هنا ما هو ذنب الشباب الذي تعامل باحترافية مع مدرب افتقد لحس الوفاء والعاطفة تماما بل تعامل بجشع منتصرا للمال وللغرور لا للنادي الذي قدمه للناس في أجمل حلة..
تويتر :AHMAD2MAN @