برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لم يبدأ عشوائياً بل بدأ بخطط مدروسة من قبل قيادتنا الحكيمة.

قبل حوالي عشر سنوات انطلقت صافرة البداية لهذا البرنامج الشامخ، فخطط وسياسة البرنامج واضحة للجميع وأهدافه معروفة، وهي نقل العلم والمعرفة من الخارج لداخل والاستثمار بالعقول.

فبعد سنوات من بداية البرنامج وزيادة خريجي الابتعاث، عقدت وزارة التعليم العالي مشكورة عدة ورشات عمل مع عدة دوائر حكومية لحثهم لاستقطاب الطلبة المبتعثين.

وعلى سبيل المثال أطلقت وزارة العمل برنامجا جاهزا لتسجيل بيانات المبتعثين قبل عودتهم إلى أرض الوطن.

من جانب الآخر مازال هناك من يعتقد عدم نجاح برنامج الابتعاث الخارجي.

في مقال بعنوان لماذا لا تحرص جامعاتنا على استقطاب خريجي برنامج الابتعاث بصحيفة الاقتصادية عدد 7260 بتاريخ 27-08-2013 تساءل الكاتب عن السبب خلف تمديد برنامج الابتعاث رغم إخفاقاته!!

أجزّم أنه لم يكلف نفسه بالاتصال بإحدى الملحقيات الثقافية بالخارج لسؤالهم مثلا عن عدد براءات الاختراع التي حصل عليها الطلبة السعوديين بالخارج!!

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة الشرق بتاريخ 17-5-2013 خبرا عن حصول مبتعث سعودي على ثلاثة براءات اختراع من عدة جامعات عالمية.

وعلى حسب موقع الملحقية الثقافية في أستراليا تمكن أحد المبتعثين من ابتكار طريقة جديدة لزيادة قوة الأشعة المستخدمة في علاج السرطان باستخدام جزيئات نانو الذهب وأطلق على هذا الجهاز اسم (dosimeter smart).

ويتواجد آلاف الطلاب والطالبات بأرقى الجامعات العالمية مثل جامعة هارفرد وأكسفورد وغيرها.

ويوجد الكثير من إنجازات الطلبة المبتعثين حول العالم لا يسعني حصرها هنا.

فإذا كان خريجو برنامج الابتعاث غير مرحب بهم من قبل الجامعات كما ذكر الكاتب فلماذا تأتي أغلب الجامعات سنوياً لدول الابتعاث لاستقطاب الطلاب الخريجين وتهدر الملايين من قبل الدولة -حفظها الله- لهذا الحدث وبالأخير سوف يصبحون خارج نطاق الجامعات؟

فينبغي على القطاعين الحكومي والخاص العمل مع وزارة التعليم العالي لإيجاد طريقة مثلى لاستقطاب جميع المبتعثين والاستفادة من هذه العقول النيّرة لبناء مستقبل مشرق لبلد وفرّ بيئة خصبة لمواصلة التعليم بالخارج.