|
انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الشيخ الدكتور عبدالملك بن عبدالله آل دهيش أواخر شهر شوال 1434هـ بعد عمر حافل بالعطاء والعلم والتأليف، فقد تولى العديد من المناصب في القضاء وفي شؤون الحرمين الشريفين، ثم رئيسا عاما لتعليم البنات بالمملكة، حيث حقق من الإنجازات في هذا القطاع ما لم يتحقق لغيره، وذلك بحكمته وحسن إدارته وشجاعته في اتخاذ القرارات.
إن للشيخ عبدالملك مآثر مشهودة في الكرم ومساعدة الآخرين وتسهيل أمور المواطنين وقضاء حوائج المحتاجين، ومنزله في مكة المكرمة كان موئلاً للعلماء والوجهاء وكبار المسؤولين.. وجده دخيل الله بن دهيش كان أميرا على مرات من قبل الإمام فيصل بن تركي أيام الدولة السعودية الثانية. ووالده الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش كان رئيساً لمحاكم الأحساء.. ثم رئيساً لمحاكم الحجاز في عهد الملك عبدالعزيز. وعضواً في مجلس المعارف.. وكان محل ثقة مفتي الديار السعودية آنذاك سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم، ومقربا من الملك سعود والملك فيصل.
وللشيخ عبدالملك باع طويل في العلم والتأليف فقد ألف العديد من الكتب عن الحرمين الشريفين والكتب الدينية والتاريخية والاجتماعية.. كما قام بتحقيق العديد من الكتب في تخصصات مختلفة..
وقبل بضعة أعوام قام- رحمه الله- بإعادة ترميم وإصلاح مسجد آل دهيش بالمجمعة وهو من أقدم مساجدها. فقد بناه أحد أجدادهم وهو يحيى بن دهيش عام 1085هـ وذلك مساهمة منه في الحفاظ على المواقع الأثرية في هذه المدينة. ومعلوم أن آل دهيش رحلوا من المجمعة قبل بضعة قرون إلى مرات والأحساء.
رحم الله الشيخ عبدالملك بن دهيش رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، فقد خسرت البلاد السعودية بفقده علما من أعلامها. فـ{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
حمود بن عبدالعزيز المزيني - المجمعة