عبر كتابه «صور من طبائع الناس» قدم المؤلف أ. فهد قاسم الموسر شخصيات عديدة من الناس من خلال دراسة لنفسياتهم وحركاتهم ومشاعرهم وقد نشرها في بعض الصحف والمجلات.. واختار أن يضع لهم أسماء مستعارة.
يقول عن إحدى شخصياته: لقد عاصر عقود حياته فجرب منها سراءها وضراءها وتذوق حلوها ومرها واختلط مع الناس وعاشرهم، وسافر إلى بلدان عدة أكسبته معرفة بالناس فهو يستطيع أن يملي لك طبائع شعوب شتى عربية مسلمة ويقتفي لك حتى أثر الوحوش بالبراري.
فهو صياد ماهر وممن يولعون بهذه الهواية فيما مضى ولو تقصيت منه أسماء الشجر لأفاض عليك..
لم يعرفه من سبقوه بهذا الفن، منطلق الوجه والأسارير، لا يغضب غضباً يستفزك منه ولا يضحك قهقهة تدنيك من أن تتعرف بها إلى أدغال صدره متزناً إن أنت تحدثت معه دفعك إلى أن تصغي لأحاديثه التي لا تستعذبها ولا تنفر منها حتى ولو أطال عليك الحديث أو استرجع لك الماضي بأفراحه وأتراحه. يحب الغزل والتشبب، ولطالما استطرد في مثل هذه الأحاديث التي تشوق أغلب الناس وتستلفت منهم انتباههم.