|
في المجتمع الإسلامي قديماً وحديثاً عاش أنماط من غير المسلمين خالطوا المسلمين وعاشوا بين ظهرانيهم.
فكيف عامل النبي -صلى الله عليه وسلم- غير المسلمين في صدر الإسلام؟
يقول الدكتور عبدالله بن إبراهيم اللحيدان في كتابه «سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين»: تعدد صور السماحة في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- مع غير المسلمين وشواهد ذلك من سيرته لا تحصر وأذكر منها:
- رحمته بالخلق عامة فكان الرحمة المهداة إلى الخلق كلهم وحث على العطف على الناس ورحمتهم فدين الإسلام دين السامحة والرحمة يسع الناس كلهم ويغمرهم بالرحمة والإحسان.
- تجاوزه -صلى الله عليه وسلم- عن مخالفيه ممن ناصبوه العداء. فقد كانت سماحته يوم الفتح غاية ما يمكن أن يصل إليه صفح البشر وعفوهم؛ فكان موقفه ممن كانوا حرباً على الدعوة ولم يضعوا سيوفهم بعد عن حربها أن قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
- كان يقبل -صلى الله عليه وسلم- هدايا مخالفيه من غير المسلمين فقبل هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم في خيبر حيث أهدت له شاة مشوية.
وكان من سماحة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخاطب مخالفيه باللين من القول تأليفاً لهم، كما تظهر سماحته مع غير المسلمين في كتبه إليهم حيث تضمنت هذه الكتب دعوتهم إلى الغسلام بألطف أسلوب وأبلغ عبارة.
وقد ضمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن عاش بين ظهراني المسلمين بعهد وبقي على عهده أن يحظى بمحاجة النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن ظلمه فقال: إلا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة.
وشدد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم فقال -صلى الله عليه وسلم- «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً).