لا شك أن أكثر الأخبار الاقتصادية إثارة خلال هذا الأسبوع هو خبر الطرح الأولي لأسهم شركة تويتر، وتويتر بغض النظر عن الأسئلة الكثيرة حول ربحيتها ككيان تجاري، فأنها الشركة الأبرز على مستوى التعاطي الإعلامي وتعتبر ثورة في صناعة الإعلام الاجتماعي الإلكتروني ولعل هذا ما يجعلها محط الاهتمام من جميع أطياف الاقتصاد.
والمتابع بعلم أن تويتر كانت فكرة بسيطة في العام 2006 وأصبحت اليوم شركة تقدر قيمتها السوقية بأكثر من 15 مليار دولار، وبسعر طرح تتحدث الأنباء عن دورانه في محيط الـ 26 دولار، والطرح هو امتداد طبيعي ومفهوم في الوقت الحاضر أن تجد شركات الإعلام الاجتماعي تحقق تلك القفزات ولعل آخر تلك القصص هو الطرح الأولي لشركة فيسبوك العام الماضي بحوالي 100 مليار دولار وكان سعر الطرح وقتها 38 دولاراً وانخفض السهم بشكل كبير منذ الطرح ليصل إلى 18 دولاراً قبل أن يعود ليرتفع إلى أسعار تجاوزت سعر الطرح الأولى بدأ من شهر أغسطس الماضي.
والنظرة الأساسية في رأيي أن تويتر تحاول اللحاق بالفرصة الذهبية لطرحها أسهمها كإستراتيجية خروج لمؤسسيها ومساهميها الأساسيين كون المؤشرات الاقتصادية تعتبر مشجعة للطرح، والسبب الأهم من وجهة نظري هو القيمة السوقية المقبولة في صناعة تتطور بشكل كبير وتتغير المعطيات فيها بشكل دراماتيكي خصوصاً ونحن نعلم أن هناك شركات منافسة لتويتر تعمل على تطوير تطبيقات مشابهة أو مطورة قد تؤثر بشكل كبير على سوق المنافسة في الإعلام الاجتماعي مما قد يؤثر على مستويات الربحية لتويتر و منها على فرصة الطرح الأولي.
وإن كانت النظرية التقليدية للطرح الأولي تدور حول تقوية المركز المالي والإداري للشركات المطروحة، فإن الواقع يقول إن الطرح الأولي يعد من أفضل الطر الإسترتيجية للخروج من الاستثمار، و في حالة صناعة الإعلامي الاجتماعي وقطاع التكنولوجيا فإن الخروج من الاستثمار بالطرح الأولى هو فرصة قد لا تتكرر كثيراً.
لا شك أن طرح تويتر سيكون محط مراقبة ومتابعة المشرع الأمريكي وفي نفس الوقت محط أنظار السياسيين والمهتمين لما يملكه من تأثير يتعدى كونه شركة استثماريه تقليدية.
albadr@albadr.ws