التعليم بطرقه المختلفة.. بوسائله الحديثة والتقليدية.. عن بُعد وعن قُرب.. الابتدائي والمتوسط والثانوي ثم الجامعي، يحظى اليوم باهتمام الدول التي تسعى لبناء إنسانها وتتكئ عليه، لإيمانها بأنه اللّبنة الأساس لأيّ مجتمع.
ولعلّ المؤتمر الدولي الثالث للتعليم العالي الذي أقيم في المملكة العام الماضي، قد تناولت أوراقه المقدّمة ليس التعليم الجامعي فقط، بل تأهيل الطالب في المراحل الدراسية الأولى، وأقصد بهذا إعداده دراسياً ونفسياً، طالب يمتلئ بالعلم ويتميّز بموهبة يتابعها معلموه والمسؤولون التربويون، طالب يحسن خياراته المستقبلية وتأهيل ذاته لسوق العمل بما يخدم بلاده ومستقبله الوظيفي وطموحه وإمكانياته وتوجُّهاته.
في مبادرة أثلجت الصدر، صدرت عن وزارة التربية والتعليم في المملكة، عزمها على تعميم مبادرة “مهارات التحدُّث باللغة العربية الفصحى” على مستوى المملكة، بعد نجاح التجربة من جدة لينطق الطلاب والطالبات في المستقبل باللغة العربية الفصحى تحدثاً وكتابة، حيث إنّ اللغة العربية أداة التعارف بين ملايين البشر، وفي اعتقادي أنّ هذه المبادرة إن تحققت بالشكل المطلوب والإمكانيات المناسبة لتعد سبيلاً للمحافظة على لغتنا التي تواجهها الكثير من التحديات، والأهم في مراحل الدراسة الأولى.
المدارس التي صدرت قرارات كثيرة لتأهيل مبانيها وكادرها التعليمي؛ استوقفني حديث إحدى الأمهات العائدة بأطفالها من أوروبا، أنها لما حاولت تسجيل طفلها بإحدى المدارس الدولية والتي أقساطها مرتفعة وشبه خيالية، وجدت صاحبتنا المعلمة هندية والعاملة أرتيرية والمديرة من جنسية أخرى، مما لا يشير هذا إلى المناخ الذي نشدته والغرض من تسجيل الطالب في مدرسة دولية يعيش فيها الأجواء والمناخ الذي تعوّده.
لعلّ هذا يشير إلى أنّ التعليم صار مهنة تجارية يتاجر فيها أصحاب المدارس الخاصة بالطلبة.
إلى هذه اللحظات التي أرسلت فيها المقال وقد بدأ الموسم الدراسي من أسبوع وأنا برفقة عائلة سعودية تقضي إجازتها خارج المملكة؛ لما سألت الأم عن تأخرهم عن العودة رغم بدء العام الدراسي، قالت أسبوع تأخير مو مهم، وبرأيي أنّ هذا الأمر يجب أن يكون له خطوات صارمة كي لا تتعملق هذه الظاهرة في مجتمعنا وعدم الاكتراث بمواعيد الدراسة.
المدرسة تربية وتعليم وتأسيس وتأهيل ، تعليم وثقافة .. دراسة وسلوك تربوي، نظام وحس بالمسؤولية، وفضاء لممارسة المواهب التي قد تصقل على أيدي معلمين وتربويين مهرة ، ولعلّني أجد في بلادنا المملكة العربية السعودية جهوداً حثيثة في كل المجالات للنهوض بالتعليم والمعلم ومن ثم الطالب، ولعل زيارة وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله الفجائية لإحدى المدارس وتكليفه أحد الطلبة بكتابة تقرير شهري عن مدرسته، لهو بادرة جيدة تعكس الاهتمام بإشراك الطلبة مع صانعي القرار.
كل عام وأوطاننا وأبناؤنا بألف خير.
mysoonabubaker@yahoo.com