قرأت ما كتبه الصديق والأستاذ سلطان البازعي على موقع الجزيرة الإلكتروني بعنوان (لك العتبى حتى ترضى) تعقيبا على زاويتي الأسبوع الماضي الذي جاء فيه:
(لمحمد المنيف الحق في العتب حتى يرضى وإن كان قطع طريق الاعتذار أو الشرح بعبارة «حتى ولو كانت مزحة». ومع ذلك لا بد من أن التأكيد أن الموضوع المحالة إليه التغريدة، يشير إلى أن القردة التي رسمت هذه اللوحات أبدت موهبة استثنائية في مسابقة أقيمت لجمع تبرعات لها، وأن أعمالها حكمت من فنانين معروفين، وهذه التجربة التي جرت في الولايات المتحدة ليس لها أن تغضب فناناً من وزن محمد المنيف، ولا أن تدفعه للاعتقاد بأن الجمعية ستتوقف عن تبني المواهب، والسبب ببساطة أن ما أنشره في تويتر لا يمثل منهج العمل في الجمعية) انتهى.
أولا لا يحتاج أستاذي سلطان البازعي لإرضائي بقدر ما على أن أحمل إليه الاعتذار إن كنت أخطأت في فهم ما يرمي إليه، وعليه أيضا أن يعذرني إن لم أقرأ الموضوع والوقوف عما جاء في التغريدة، التي كانت كمن (يقول لا تقربوا الصلاة) دون إكمال الآية.
كما آمل أن يقبل رأيي فيما قيل عن المسابقة وعمن قام بتحكيمها من محكمين تساوت عقولهم بعقول تلك القرود.
لأعود لسبب انفعالي وتفاعلي وعتبي، مع أنه لا يخفى على صديقي سلطان البازعي ما نحن فيه من تجاهل البعض للرسم والرسامين وما تتلقاها إبداعات كبار الفنانين من نظرة قاصرة وصولا إلى ما يصدم به الموهوبين، فمثل هذه الإشارات أو الأخبار حينما تصاغ بهذه الطريقة أو تنقل من شخص يسمع لقوله ويقبل رأيه، ويحسب على الثقافة والفنون، يثير عند هؤلاء وأولئك حالات التندر بالفنانين (مع قناعتي بأن ما يتطرق له لا علاقة له بالجمعية) وهذه حقيقة أقدرها في الأستاذ سلطان، لكن ما دفعني لها كان تعريفه في تويتر وفي صفحته بمجال عمله أو منصبه..
أما عن الفقرة (إنه ليس لها أن تغضب فناناً من وزن محمد المنيف)، فأقول إن كان القصد منها الوزن الفني فقد منحني بهذه العبارة وساما أعتز به دون مجاملة، فقيمة الوسام تعادل قيمة مانحه، وتلك القيمة في شخص الصديق سلطان يجمع عليها من يعرفه عن قرب وعن بعد.. أما إذا كان يعني الوزن الجسدي فقد أخطأ.. فوزني الخفيف لا يتحمل ثقل أي خطأ على الفنانين التشكيليين..
مشيرا إلى أنه لا فن أو إبداع استثنائي إلا فيما يبتكره عقل الإنسان، وليس ما ينتج عن تصرف غير مقصود من حيوان يعبث أكثر مما يبدع..
أختم بالقول إن الصديق سلطان البازعي قد غلبني بحكمته وهدوئه، متقبلا لاختلاف رأي لا يصل إلى خلاف يصنع كرة ثلج لا يعلم أي منا إلى أين ينتهي بها التدحرج.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي