كثيرون ممن كانوا يحسنون الظن بالإخوان المسلمين ولا سيما أولئك الذين لم يقرؤوهم جيداً.. كان تعاطفهم معهم يأتي ضمن تعاطف المسلم مع كل ما هو إسلامي... أو من يدعون للإسلام... لكن بعد أن صار التمكين للإخوان المسلمين في حكم مصر وذهابهم عكس ما كان الإجماع عليه من قبل قوى الشعب المختلفة بالسير بالبلاد نحو الديمقراطية والمشاركة الشعبية بما فيها من تداول للسلطة... وقيامهم بما صار يسمى أخونة أجهزة الدولة، وليصير لهم بعد ذلك الاستحواذ على كامل السلطة في البلد في تجاهل تام للآخر وتهميشهم... وحين تبين ذلك للشعب وحين بانت خبيئة نفوس أولئك المتعطشين للحكم والسيطرة وفرض أجنداتهم بالقوة على الشعب... لم يكن أمام الشعب المصري إلا الخروج على هؤلاء، حيث كان الخيار الوحيد إسقاط حكمهم واستعادة البلاد منهم بعد أن صاروا إلى اختطافها... مثلما التنكيل والتكفير لمخالفيهم في الرأي... وكأن لسان حالهم يقول كما كان يقول الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن من ليس معنا فهو ضدنا... حينها أبى الشعب المصري وبعد أن عجز عن تحملهم إلا أن يخرج وبتلك الملايين الغفيرة منه مطالباً بإسقاط حكم هذه الطائفة المنغلقة والعودة بمصر إلى خيارها في النهج الديمقراطي الذي صار الإجماع عليه؛ مما دفع بالجيش إلى الانضمام إلى الشعب لتحقيق هذه الرغبة العارمة، حيث تم إسقاط ذلك النظام وأخذ البلاد إلى مرادها بما في ذلك إعادة مصر إلى أمتها العربية... ولتأخذ مصر طريقها نحو اللحاق بركب الدول المتقدمة وهو ما سوف يتحقق لها - بعون الله - فتحية لشعب مصر وأخرى لجيشها العظيم.
a-n-alshalfan@hotmail.com