لو تركت الأمور للبعض للقيام بما يحلو له، ويعتقد أنه هو الصحيح، لوجدتنا كمجتمعات وأفراد في حالة شقاق، واختلاف كبير، وحروب، ولهذا كان ولي الأمر في الإسلام، وأهل الحل والعقد، هم المسؤولون شرعا وقانونا أمام الله عن رعايتهم لمواطنيهم وتطبيقهم لحدود الله وللقانون، ولأن دستور الدولة هو الإسلام هو خضوع وتنازل عن المصالح الفردية لصالح المصالح العامة للأمة، كان علينا أن نعرف ما يمكن أن يكون أمرا شخصيا، وما إن يكون أمرا عاما، لا يحق للبعض أن يفتوا أو يتصرفوا فيه، أو العبث به، لأنه جزء من الأمن العام للوطن.
وعليه كانت النظرية الاقتصادية الإسلامية، تميز بين المصالح الخاصة، والحرية الفردية، وبين المصالح العامة والأمن الاجتماعي، لفرض حالة التوازن ما بين الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، ولو انفرط لا سمح الله هذا التوازن، لصالح أي طرف، كأن استحكم فرد بثروات الأمة، أو بمصالحها، وجعلها جزءا من مصالحه، لأصبح الواقع مخالفا للنظرية الإسلامية، ولهذا السبب سمح الإسلام بالنشاط الفردي غير الضار بمصالح الأمة، وعدم تقديم مصالح الفرد على حساب مصالح المجتمع.
وضمن هذا الاتجاه، كان مجرد فرض رؤية أو فكرة مخالفة لسلطان الأمة والأسرة والمجتمع تستوجب أن يتخذ فيها ولي الأمر وأهل الحل والعقد قرارا يحول دون بقاء هذا العامل المؤثر سلبا على المجتمع وأمنه واستقراره، فمثلا لا يحق للفرد تحت أي باب كان أن يقوم بزراعة المخدرات وبيعها، كونها آفة مضرة بالإنسان والمجتمع والاقتصاد، ولا يحق لمواطن تحت أي ذريعة أن يستعمل أداة من قبل دولة أو مؤسسة للإضرار بمصالح الأمة والمجتمع، ولهذا وضعت القوانين العقابية الرادعة، كذلك الغش والتدليس التجاري، فما بالك من يغرر بأبنائنا ويستغل جهلهم في الدين والدنيا، ويزين لهم الذهاب إلى بلاد الفوضى والدمار.
التكاليف وراء قيام البعض بالتغرير بأبناء بلدنا كبيرة، كلفة تدمير المنشآت، وقتل الأبرياء دون وجه حق، فقط كي ينفذ هذا المغرر به أفكاره السلبية، والمدمرة، والتي يعوزها الدليل الشرعي، ويعتريها ضيق الأفق، وضعف المعلومات، فقط لكونه اطلع على كتاب هنا، أو تفاعل وموقع الكتروني، قد يعلم الله من هو خلفه، قد يكون تابع لعصابة، أو لجهاز استخباري يهدف الإساءة لأمن واقتصاد الوطن، وتدمير أعمدة التنمية فيها، وتأخيرها وتخلف مجتمعنا، ألم يعترف إرهابيو بقيق وينبع والخبر، أن بعضا منهم كان على اتصال بدولة إقليمية، وأن الهدف كان ضرب الاقتصاد السعودي؟
الملفت للانتباه أن بلداننا مستهدفة اقتصاديا واستراتيجيا ويجب أن نركز على تسليح شبابنا بالعلم والمعرفة، وصقل خبراتهم وأفكارهم والحفاظ عليهم وحمايتهم من مثل تلك الأفكار، وكم هو رائع لو يقتدي الشباب ببعض رجال الدين الأخيار في بلادنا، لأن رجال الدين الأفاضل هم القدوة الحسنة والمصلح الأول للشباب في المجتمع.
حديث خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وتوجيهه لسماحة المفتي وكبار العلماء بضرورة تغليظ العقوبة، بعدما أصبح السجن نزهة لدى البعض، يستطيعون استغلاله، لتحقيق أهدافهم، في صناعة الفوضى، وتأجيج الشارع، ولهذا فإن من يفعل فعلا يؤدي إلى الموت والقتل والتدمير، هو شريك في الجريمة، لا بل يقع عليه عقاب أبلغ، إذا كان بالغا راشدا، بينما الشباب هم من دون سن البلوغ والرشد.
Ahmed9674@hotmail.comمستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية