اطلعت على موقع يتناول دراسة تحت عنوان «الفنانون في قوى العمل» اعتمدت على إحصائيات أجريت بين الأعوام 2006 و2010م في الولايات المتحدة الأمريكية، ذكرت أن هناك ما يفوق 2 مليون ممارس للفنون المختلفة تحت 11 تصنيفاً للمجالات، يمثلون 1.35% من القوى العاملة الأمريكية، وتشمل التصنيفات مجالات الفنون المختلفة مثل ممارسة الفنون البصرية والتصميم والتمثيل والفنون الأدائية والإخراج... الخ.

وأول سؤال تبادر إلى ذهني حينها؛ هل يوجد في أنظمة ديوان الخدمة المدنية أو وزارة العمل ما يشير إلى الفنون كأحد مجالات العمل (المهن) التي لا يعد ممارسها - ممن يكسب أجرة تفوق الحد الأدنى - عاطل؟ هل هناك إحصائيات بعدد الممارسين؟ أو العدد الذي من الممكن أن يقبله سوق العمل منهم دون بطالة أو تجاوز لحاجة السوق؟ - مع أني أشك في إمكانية التجاوز متى ما أبدع المنتج فنياً - أو دراسة تعطي انطباعا بحاجة السوق والتي من الممكن أن نبني عليها حاجة التعليم لفتح تخصصات وأقسام مناسبة لمثل هذه الأعمال؟ أو حتى تخصيص مقاعد في برنامج خادم الحرمين للابتعاث!

للأسف يمارس الفنان بكافة التصنيفات هذا المجال غالبا بشكل ثانوي بعد أن يضمن وظيفة ذات دخل مناسب، وقليل جدا من تحرر من هذه القيود ليتفرغ لممارسة الفنون، كما أن كثيرا من ممارسي الفنون بمجالاتها المتعددة لم يتعلموا في معاهد أو كليات متخصصة! فحال ممارسة الفنون بأنواعها أشبه بوضع ممارسة كرة القدم قبل تطبيق نظام الاحتراف، ولكن مع قصور في منافذ التعليم والتدريب المبكر لتلك الرياضة إذا استثنينا طبعا حصص الرياضة في المدرسة أو ممارسة هذه اللعبة المحببة في الاستراحات!

ومثله أيضا مثل الفرق الفلكلورية أو حتى «الطقاقات» والتي تعتبر في بعض الثقافات جزء من الفنون الادائية، ومع أن حفلات الأعراس، بل والأعياد لا تحلوا وتكاد لا تخلوا من فرقة نسائية تحيي الليل طرباً ورقصاً! الا أن ممارسة هذا المجال عشوائي ولا أعلم أيضا إذا كان يصنف تحت المهن في إحصائيات القوى العاملة السعودية. ولا ننسى ممارسي المهن الأخرى التي غالبا ما تعمل خفية دون رقيب، مثل مجالات التجميل والطبخ وتنسيق الحفلات.... الخ.

وسوف أختم بسؤال أخير؛ كم سعودي يعمل في أحد المجالات السابقة التي ذكرتها أو المجالات المشابهة ممن لم يتم تصنيفه ضمن المهن، أو ممن يزاول مثل هذا المجال دون أن تكون ممارسته رسمية؟ وكم ريالا تتم مداولتها عبر هذه المهن والخدمات؟