سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - وفّقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد:
فقد اطلعت على الصحيفة الصادرة يوم الجمعة 9-10-1434هـ الموافق 16-8-2013م، وقرأت مقالة الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المسطّرة تحت عنوان: (أثر التهديد في الحياة الزوجية)، وبادئ ذي بدء أشكره على هذا المقال والتوجيه للعناية بالأسرة المسلمة التي هي ثمرة صلاح ولبنة بناء المجتمع، وقد ذكر الله تعالى في الآية الكريمة ثلاث درجات للحياة الزوجية: الدرجة العليا وهي السَّكن {لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}. فالسَّكن من أعظم درجات الرضا والاستئناس والسرور بما يناسبهما من حال.
الدرجة الثانية : المودة وهي المحبة الرقيقة الشفافة التي تكشف ما في نفس الزوجين لبعضهما، ولا يمكن أن يواري أحدهما عن صاحبه شيئاً ما لحق المودة بينهما.
أما الدرجة الأخيرة فهي الرحمة، وهي تناسب الزوجين في كل أحوالهما في شبابهما وعجزهما، في قوّتهما ومرضهما، فهي رحمة واسعة شاملة لذلك الزوج الحنون، ورحمة واسعة لتلك الزوجة الودود.
فأيّ تهديد للحياة الزوجية من أيّ طرف، سيهدد هذه الدرجات الكريمة، فتنتقل حالة الزوجين من العلو إلى الأدنى، حتى تهتز أركانهما وتضطرب ما بنته أياديهم،ا بسبب كلمة أو فعل أو مزحة أحياناً.
فليحذر من أنعم الله عليه بزوجة صالحة أو من أنعم الله عليها بزوج صالح، أن يتعرّض بنيانهما للتشقُّق أو التصدُّع أو أن يستجيبا لنزعات الشياطين.
د. هدى بنت دليجان الدليجان - أستاذ التفسير والدراسات القرآنية بجامعة الملك فيصل بالأحساء