اطلعت على ما كتبه الأخ: (أ.د. عبداللطيف خضر فادن) يوم 23-رمضان 1434هـ وذلك عطفاً على ما سبق أن كتبه الأخ (محمد بن عبدالله الحمدان) بعنوان (اللغة العربية تشكو). والموضوعان يخصان ما غزا لغتنا العربية الأصيلة الجميلة من الألفاظ الدخيلة.
أرفد مقالي أخوي الكريمين، وأشاركهما مشاعرهما الصادقة المفعمة بالانتماء والغيرة، وكذا كل الإخوة والأخوات الذين شهروا أقلامهم النبيلة للدفاع عن لغتنا العربية الطاهرة الزاهرة، لغة الرسالة السماوية المقدسة، وحاضنة الحضارة العربية الإسلامية المجيدة. لغة العلم والفكر والشعر والآداب. ذات الكمال والجمال والفصاحة والبلاغة لغة السماء والأرض.
احتفظ بقصاصات لبعض ما يكتب عن لغتنا من مختلف الأقلام، وذلك مودة وإعجاباً واستئناساً بأقلام إخواني وأخواتي، ورصداً للآراء والملاحظ والمقترحات الدائرة حول لغتنا عنوان هويتنا.
) تذكّر يا أخي (عبداللطيف) أنك ترددت، ومنذ سنوات مضت، مراراً في الكتابة عن هذا الموضوع اللغوي فلم هذا التردد أيها العزيز؟ اكتب وانصر لغة القرآن الكريم وارج ثواب العزيز الحكيم، فلكل مجتهد نصيب.
إنك وأمثالك مكسب للغتنا العربية فمن واقع تخصصاتك التي ذكرتها تحت مقالك وحرصك الواضح على العربية تستطيع أن تسهم بجدارة في وضع وإحلال الكثير من الكلمات والمصطلحات العربية بديلاً من الأجنبية لا سيما في مجالاتك التطبيقية والنظرية الطبية والدوائية والصحية عموماً.
وللأسف فالكثيرون من ذوي التخصصات العلمية لا يهتمون بالربط بين لغة ومصطلحات تخصصاتهم وبين حرمة ومقام لغتنا العربية وهي كانت ولا تزال لغة حيّة مشرقة للعلوم والآداب. قال شاعر النيل حافظ إبراهيم يصوّر قدرة العربية وسعتها:
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء المخترعات
والحقيقة أن مجانبة ذوي المجالات العلمية للغتهم العربية موضوع مقلق وجدير بالطرح والاهتمام والمناقشة المستمرة.
أما شيخنا (محمد بن عبدالله الحمدان) فإني ألقبه - الكتبي- ولعله بكرمه يتقبل هذا اللقب وذلك لاهتمامه بها وحرصه عليها والتعريف بها. ولا يزال قلمه الممتع يفوح بشذاها، ويطفح بهموم العربية وشؤون المجتمع جزاه الله حسنى الدارين. وقد كتبت مقالاً تكميلياً لمقال نشر له بالمجلة الثقافية الزاهرة. عدد (379) في زاويته (من حديث الكتب) حول معجم (تهذيب اللغة) للإمام الأزهري - رحمه الله- ولكن مقالي لم ينشر فوددت أنه اطلع عليه، لأهميته بالنسبة لمقاله.
آفة إحلال الدخيل النشاز المتكاثر في لغتنا هو شر مستطير، وتمزيق شرس لكيانها الشامخ النضر. هو ترقيع مزر موحش مخلق لنصاعة وطهر وجمال حللها الزاهية.
هذا الإحلال تقصير وعقوق من أبنائها لأمهم الحانية ومع عظم وخطر هذا الترقيع الشنيع فهو ليس الخطر الوحيد، فهنالك عشرات الدواهي المحدقة بلساننا العربي المبين.
لدي معجم أدون فيه قليلاً من كثير من الألفاظ التي أُحِلّت كل مفردات ومداليل، بل صار الأمر إلى أساليب وقوانين لغتنا الجميلة شاعت في كل ميدان وعلى كل لسان. وأحاول قدر جهدي الفردي المتواضع أن أردها لمقابلها العربي.
لدي الرغبة في التساعد - قدر الاستطاعة- مع من يرغب في خدمة هذه اللغة الشريفة الغالية، إذ نصرتها واجب ديني، ومطلب قومي حياتي مصيري.
أتضرع لله العلي القدير أن ينصر العرب ويعز لغتهم ويحفظ لهم دينهم الذي هو عصمة أمرهم ويديم عليهم أمنهم ورخاءهم ويوفّق ولاة أمورهم لكل خير وصلاح.
عبدالرحمن بن حمد السنيدي التميمي - شقراء - إجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية اللغة العربية بالرياض