في ظل الأخبار التي تنشرها أو تبثها وسائل الإعلام عن إيقاع هيئة مكافحة الفساد ببعض المتورطين في قضايا رشوة أو تزوير، وفي ظل ما تتداوله وسائط التواصل الاجتماعي من وثائق تدين الفاسدين، تتواصل القصص التي نقرأها عن بعض كتاب العدل الذين يزوّرون في صكوك الأراضي، وعن بعض المسؤولين الذين يمررون عقود استئجار مقار متواضعة بمبالغ فلكية، وعن بعض مبالغ الصيانة والترميم التي تذهب مع الريح!
وهنا يتساءل الجميع:
- هل يعيش هؤلاء الفاسدون في عزلة عما يدور حولهم؟! ألا يعرفون أن أي مواطن قد يحصل على معلومة أو وثيقة، وأنه قد يوصلّهما لنزاهة أو تويتر؟!
الأمنية هي أن يكون هذا هو ما يحدث، وذلك ليسهل فضحهم وإيقاع أقصى العقوبة بهم. لكن الواقع يقول عكس ذلك للأسف. فهؤلاء يعرفون نزاهة حق المعرفة، ولديهم حسابات نشطة في تويتر، يشاركون من خلالها في القضايا «الوطنية والقومية»!! وكل ذلك لأنهم لا يعبأون بأحد، و»أعلى ما في خيلكم يا نزاهة وتويتر، اركبوه»!
لذلك، اقترحَ معظمُ المتابعين لقضايا الفساد، أن يتم التشهير بالفاسدين، صوتاً وصورة، ليكونوا عبرةً لغيرهم، وإن نحن استهنّا بهذا الأمر، فإن الفاسد الذي لم يُكتشف فساده، لن يخاف، والفاسد الذي كُشف فساده، سيجدها فرصة للسفر خارج البلاد، وأخذ «فسحة» مدفوعة الراتب.
