الدعم القوي ووقوف الإدارة الأمريكية الواضح إلى جانب تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، والمطالبة بعودة محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة يثير كثيرا من علامات الشكوك حول هذا الموقف الذي يتبادل فيه الأدوار البيت الأبيض والكونجرس وهو يعيد النظر بما كانت تفعله السفيرة الأمريكية في القاهرة والتي كانت تعقد اجتماعات مع أعضاء مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان أكثر مما تعقده مع المسؤولين في الدولة المصرية.
السؤال الذي يبحث عنه المصريون والمحللون العرب والأجانب هو ماذا قدم الإخوان المسلمون للإدارة الأمريكية والتي تجعل هذه الإدارة (تقاتل) من أجل عودة الإخوان للسلطة في مصر..؟!
يرد العديد من المهتمين في الشأن المصري وكثير من الباحثين عن هذا السؤال، بالقول ابحثوا عن التفاهمات التي أبرمها الإخوان مع الإمريكيين حول مصير شبه جزيرة سيناء.
يذهب هؤلاء المحللون بعيداً مؤكدين وجود صفقات بين واشنطن والمقطم نسبة إلى مقر جماعة إخوان المسلمين ويكشفوا عن أن السفرات المتعددة لقيادات الإخوان وبالذات خيرت الشاطر وعصام العريان إلى واشنطن قد توصلت إلى صفقة متكاملة تتلخص بدعم الإدارة الأمريكية للإسلام السياسي ممثلا بالإخوان المسلمين لتسهيل استيلائهم على الحكم في الدول العربية، بدءاً بمصر وتونس وليبيا والسودان وحتى الجزائر والمغرب.
وفي المشرق العربي تكون البداية الأردن ثم سوريا بعد أن يتم احتواء الثورة السورية عبر قطر وتركيا، فيما ستحاصر دول الخليج العربية وتوضع أمام خيارين، إما تمويل جهود الإخوان المسلمين والمتحالفين معهم من أحزاب وجماعات الإسلام السياسي ودعم الدول والأنظمة التي يحكمونها أو إثارة الاضطرابات في تلك الدول ومحاولة ضمها لـ(أمبراطورية الإخوان) التي ستقام بزعم إعادة الخلافة الإسلامية، مقابل الدعم الأمريكي لهذا المخطط الإخواني تقوم مصر وهي تحت ظل حكم الإخوان المسلمين بتسليم شبه جزيرة سيناء إلى رديفهم في غزة حركة حماس لإقامة كيان فلسطيني يربط غزة بسيناء وترك الضفة الغربية لليهود ولإسرائيل.
هذا المخطط وإن لم يتم كشف كل أبعاده بعد، إلا أن الاستماتة والدفاع الشرس لأوباما ومكين عن الإخوان المسلمين يعطي بعض المصداقية لهذه الأقوال.
jaser@al-jazirah.com.sa