الفئة الضالة التي تتخذ من الدين لعبة ومطية لهم لتحقيق مآربهم الدنيوية الضيقة, تشاء إرادة الله أن تتهاوى مخططاتهم,التي امتطوا فيها موجات التطرف حصاناً جامحاً من أجل الوصول إلى أهدافهم الدونية القاصرة, لكنهم وعلى الرغم من خروجهم الفاضح أمام ثبات القيم الدينية السامية ورصانتها, كانوا يعاودون الكرة, فيستغلون مشاعر الناس, ويثيرون عواطفهم, بأساليب تتخذ من بعض التفسيرات الفقهية المبهمة منهجاً ملتوياً يسلكونه في تعزيز قوتهم المرحلية, من أجل الاستحواذ على السلطة, أو بلوغ المراتب الفوقية, ولو لفترة مؤقتة ترضي نفوسهم الأمارة بالسوء, وتسبغ على أدوارهم التآمرية هالة مزيفة، وهكذا كانت الأديان السماوية كلها عرضة للأفكار الشريرة المندسة, منذ اليوم الذي خرج فيه السامري بعجله الفرعوني في وادي النيل ليعلن العصيان والتمرد على سيدنا موسى, إلى اليوم الذي برز فيه الفقهاء الصغار من الفئة الضالة لينفخوا في الرياح العاتية بغية دك الأمة وتشريدها، إن الفئات الضالة المتجلببة بجلباب الورع والتقوى المزيف، والتي كثفت ممارستها المتطرفة فقد اتسقت في مواقفها المعادية للدين, المتقاطعة مع أبسط معايير الأخلاق العامة, الرافضة للمشاعر الوطنية الخالصة, فإنها وعلى الرغم من تكاثرها بالانشطار هذه الأيام, اتحدت في توجهاتها العامة نحو تفعيل مقاصدها في السر والعلن, والتي يمكن أن نلخصها بالتوجهات التالية:-
) تسفيه كبار علماء الدين, والسماح للمراهقين من المتطرفين والضالين بالتطاول عليهم, والاستخفاف بهم, والتقليل من شأنهم.
) تنشيط النعرات الطائفية, ونشر الدسائس والفتن, وتأجيج الصراعات المذهبية, ومقاطعة المجالس والمساجد والمنتديات الدينية التي لا تتفق معهم على توجهاتهم العرجاء.
) رفع راية التكفير, وإباحة أرواح المسلمين وأموالهم بعد اتهامهم بالكفر, وإعلان الحرب على الطوائف والمذاهب الأخرى, والسعي لنشر الأحقاد بين أبناء الطائفة الواحدة, وتمزيق وحدة المسلمين وتشتيتهم ونشر القتل بينهم.
) التفنن بصناعة الموت بأبشع الأدوات الشريرة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين بين بقية الشعوب والأمم
) اللجوء للتفسيرات المتطرفة في فهم الأحاديث والآيات, ونشر النصوص الباطلة, وبث الفتاوى المزيفة, والتلاعب بالأحاديث النبوية, وتضعيفها بأساليب ماكرة تمهيدا لإبطال حجيتها.
) إخفاء المؤلفات الفقهية الرصينة, وطمس آثارها الفكرية والتوضيحية, وتغييبها تماما حتى لا تكون حجة عليهم.
) التأرجح بين الترويج لظاهرة التتريك أو الترويج لظاهرة التفريس, هذا يطالب بتطبيق النموذج التركي, وهذا يطالب بتطبيق النموذج الماليزي,وذاك يطالب بتطبيق النموذج السنغافوري، حتى ضاع الخيط والعصفور.
) إصدار فتاوى صفراء ما أنزل الله بها من سلطان.
) نشر تعاليمهم في الأوساط الفقيرة, وفي المجتمعات المتخلفة, وحث المراهقين على إعلان التمرد والعصيان على الثوابت الدينية الراسخة, والسماح لهم بالثورة على الأعراف والمبادئ والقيم ومخالفة ولاة الأمر.
) الاستعانة بالفضائيات الكثيرة والمتعددة لبث سموم التفرقة الطائفية, باعتبارها الوقود الفعال والمضمون لإشعال فتيل النزاعات المذهبية, والعودة بدائرة الصراع إلى القرن الهجري الأول.
أن الملفت للنظر في مواقف هذه التكتلات الضالة هو القاسم المشترك الأعظم, الذي يجمعها كلها تحت سقف واحد، فإنها وعلى الرغم من كثرتها, وعلى الرغم من تقاطعها مع بعضها البعض, وعلى الرغم من ضراوة الصراع الدموي القائم بينها, وعلى الرغم من عدم وجود روابط روحية أو فقهية تجمعها مع التكتلات الأخرى في خندق واحد, إلا إنها تتفق كلها على هدم الأوطان وتفتيت المجتمعات ونشر ثقافة الفوضى والخراب والهدم والتقهقر والنكوص، وتتفق بالسماح بالتطاول على الزعامات العربية والإسلامية كلها بشكل مخيف وفاضح وسافر، أن الفئات الضالة أعشاشا مليئة بالبيض الذي سوف يفقس عن صيصان خطيرة مترعة بالأحقاد والأضغان على كل شيء حي وجميل ونابض بالحياة، وصار لزاماً علينا جميعاً ومن موقع المسؤولية الإنسانية والوطنية الخالصة والحس المحدق بالخطر، ألا نصمت تجاه هذا الخطر الأحمر الذي تحاول هذه الفئات الضالة تطويقنا به وإخضاعنا لإرادتها الشريرة وآرائها البشعة المقيتة.
ramadanalanezi@hotmail.comramadanjready @