|
القاهرة - مكتب الجزيرة:
أخلت قوات الأمن المصرية مسجدا في القاهرة بعد أن تبادل أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إطلاق النار مع قوات الأمن أمس، في حين تدرس الحكومة المصرية التي يدعمها الجيش حل جماعة الإخوان المسلمين.
وتمكنت قوات الأمن السبت من إخراج مجموعات من المتظاهرين من مسجد الفتح الواقع قرب ميدان رمسيس بوسط القاهرة. وتعرض الخارجون من المسجد إلى الضرب والملاحقة من قبل الأهالي الذين تجمعوا أمام المسجد.
وشهد محيط المسجد أيضاً قبل ذلك تبادلا كثيفا لاطلاق النار بين الأمن ومسلحين داخل المسجد. وكانت قوات الأمن المصرية فرضت حصارا على مسجد الفتح بعدما تحصنت فيه مجموعات من المتظاهرين الذين شاركوا في مسيرات «يوم الغضب» الجمعة. وقبيل بدء إخراج المتظاهرين من المسجد، الذي كان بداخله عدد من الجثث، دخل جنود صباح السبت المسجد من دون ان يستخدموا القوة كما ظهر في لقطات بثتها محطات التلفزيون، لكنهم لم ينجحوا في إقناع المتحصنين بالخروج.
وقالت نوال أحمد وهي محجبة من سكان المنطقة ان «الإخوان أطلقوا النار والخرطوش والمولوتوف من داخل المسجد»، مضيفة ان «المولوتوف احرق أكشاك الباعة في ساحة المسجد».
ووقف مئات الأهالي الغاضبين أمام المسجد يحملون في أيديهم العصي الخشبية والحديدية، وقد هتف بعضهم «لا اله إلا الله الإخوان أعداء الله» و»يسقط يسقط الإخوان». وقال محمد الليثي «الإخوان دمروا البلد وحياتنا. دمروا كل شيء في البلد».
وضمن ضحايا اشتباكات الجمعة نجل محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حيث قتل بالرصاص قرب مسجد الفتح.
من جانبه دعا الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، جموع الشعب المصري إلى الوقوف صفا واحدا ضد دائرة العنف القميئة التي أطلت برأسها على أرض الكنانة في هذه الأيام، مشددا على أن ما يحدث في مصر من إزهاق للأرواح وإحراق للمنازل ولمؤسسات الدولة واعتداء على دور العبادة من الكبائر التي نهى الشرع عنها. واستنكر المفتي الاستهانة بالدماء التي سالت على مدار الأيام الماضية.
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الداخلية المصرية ان الشرطة المصرية اعتقلت 1004 أشخاص من أنصار الإخوان الجمعة. واعتقلت السلطات المصرية أيضاً السبت محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري. وأوضحت مصادر أمنية ان «قوات الأمن تمكنت من القبض على محمد الظواهري القيادي الجهادي وشقيق ايمن الظواهري في كمين بالجيزة»، مضيفة انه «أحد المناصرين لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين».
ومع تصاعد غضب جميع الأطراف اقترح رئيس الوزراء المصري حل جماعة الإخوان المسلمين، وقال مصطفي حجازي المستشار السياسي للرئيس المؤقت ان مصر لا تعاني من انقسام سياسي بل تواجه «حربا تشنها قوى متطرفة».
وأضاف أن المصريين أكثر توحدًا مما كانوا عليه من قبل، مشيراً إلى انهم يتوحدون ضد عدو مشترك، وضد الأطراف التي تمارس العنف والإرهاب وقوى الظلام التي تعيقنا للمستقبل، وتابع قائلاً: «نحن الآن نواجه حربًا ضد قوى متطرفة تتطور يومًا بعد يوم لتصل إلى حد الإرهاب، وهناك حرق مدن بأكملها، ومهاجمة الكنائس ليس نزاعًا سياسيًا، ولكنه عنف وإرهاب». وأضاف: «نتعهد أمام الشعب بالوفاء والالتزام بخريطة الطريق.. ونؤكد أن لن يحول أي شيء دون وضع دستور دائم، وسنواجه التطرف والإرهاب من خلال الإجراءات الأمنية وسيادة القانون، ومن خلال ضمان حقوق الإنسان».
وفي حالة الأخذ باقتراح الببلاوي بحل الجماعة سيدفع بالإخوان للعمل السري وقد يفضي ذلك لحملة اعتقالات واسعة النطاق لأعضائها.
وقالت وزارة الصحة ان اشتباكات الجمعة أودت بحياة 173 شخصا في أنحاء مصر من بينهم 95 في وسط القاهرة. وأعلنت وزارة الداخلية مقتل 57 من رجال الشرطة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
ورغم نزيف الدم دعت جماعة الإخوان أنصارها للنزول للشوارع يومياً خلال الأسبوع الجاري لكن ليس ثمة دلائل على تظاهرات ضخمة مساء أمس.
من ناحية أخرى قال شهود إن انفجارا وقع عند واجهة القنصلية المصرية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا أمس ما أسفر عن إصابة حارس.
وأضافوا أن خمسة أطفال أصيبوا أيضاً جراء الزجاج المتطاير من الانفجار الذي هز النوافذ وألحق ضررا بالغا بمبنى مواجه للقنصلية وعربات.