الزلزال الذي شهدته مصر، ولا تزال ارتدادته تتواصل يتطلب منا جميعاً، وليس فقط المصريون، التعامل معه بعقل وحكمة تغلب عليهما لغة التسامح والمصالحة.
ما حصل حصل، وسقط من سقط، وأصيب بجراح من أصيب، فلنتضرع إلى الله أن يشمل برحمته من قُتل، وهو وحده العالم بخفايا الصدور، وأن يلهم ذويهم وأهلهم الصبر والسلوان، فهم وحدهم الذين خسروهم، فكم من أسرة فقدت عائلها، ولهذا وبدلاً من تأجيج الصدور يجب أن يتنادى الجميع إلى لملمة الجراح والدعوة إلى التسامح وإشاعة المحبة والعمل بجد وبإخلاص إلى التصالح والعودة إلى الوئام.
إن الذين تواجهوا واحتربوا في ميادين النهضة ورابعة العدوية ومصطفى محمود ومسجد الإيمان والهرم والمحافظات المصرية هم مصريون من قبل ومن بعد، وما لهم غير وطنهم الذين عاشوا فيه آلاف السنين، وإن لم يعودوا إلى سابق عهدهم فإنهم هم الذين يخسرون هذا الوطن الذي يحلو لأهله أن يسمونه بـ«المحروسة».
المحروسة، بحاجة إلى أبنائها اليوم لحراستها من الانتقاميين ومن الحاقدين، ومن الذين لا يفكرون إلا بنصرة جماعتهم وحزبهم على حساب الوطن.
اليوم المحروسة بحاجة إلى حكمة العقلاء وإلى الكاظمين الغيظ، والذين تتسع صدورهم إلى العفو والتعايش مع أبنائهم، فكلهم أبناء مصر مهما تعددت الأهواء والطوائف والأفكار، ليكن هدفهم الحفاظ على مصر وتجاوز أيام المحنة التي نبتهل إلى الله أن لا تطول وتعود مصر لأهلها ومحبيها واحة السلام والأمان.
اليوم، المصريون مدعوون إلى وأد الفتنة والعودة إلى تعويض ما فقدوه من أيام، بل أشهر، انشغلوا فيها في الخصام والاحتراب والذي خلف كل ما شاهدناه من ضحايا من قتلى وجرحى وتدمير للبنى الاقتصادية.
وقد حان للمصريين أن ينهضوا من جديد ويعوضوا الوطن ما فاته بإشاعة التسامح والمحبة والصلح المبني على حب الوطن والعمل لأجله.
jaser@al-jazirah.com.sa