قرأت مقالة الكاتب القدير الأستاذ يوسف المحيميد في «الجزيرة» في عموده «نزهات» ليوم الثلاثاء 14-9-1434هـ تحدث في البداية عن قيام وزارة الشؤون الإسلامية بفصل 3500 إمام مسجد خلال تسع سنوات أي بمعدل 36 إماماً كل شهر وعزا ذلك لتشددهم كما أشار لذلك وكيل الوزارة بالاضافة إلى إهمالهم وتغيبهم.. الخ.

وما ورد في المقال من إشارات مهمة حول صفات الأئمة في الزمن القديم وقبل أن يتحول التعليم إلى تيارات دينية متشددة. ثم أشار الكاتب إلى أنه إذا أردنا مجتمعاً متوازناً وسطياً علينا أن نعيد النظر في التعليم من جذورة، كي يشعر التلميذ أنه مواطن في منظومة وطن كبير لا أن يجد نفسه ضمن تيار فكري أو ديني ويبدأ تقلباته الفكرية وانقلابه على أسرته ووطنه كونه سخر لهذا التيار وهو طالب في بداية حياته.

وهنا أقول: إن هذا المطلب لم يكن وليد اليوم بل كتب عنه المختصون وصدرت عدة بحوث وأوراق عمل بأن ما نراه من تيارات متشددة عصفت بمجريات الحياة وتسببت في نشوء حركات التطرف التي دخل بعضها ميادين الإرهاب والجهاد خارج الحدود وهو بسبب ليس مخرجات التعليم ولكن بسبب اختطاف التعليم من بعض المتشددين فيه والمراكز الصيفية والرحلات والندوات والتي تتم على مرأى ومسمع من وزارة التربية وقد يكون ساهم فيها مسؤولون من الوزارة في إحدى الفترات السابقة ولا داعي لأن ينكر أحد ذلك أو يقول عن كلامي إنه محاربة للتيار الديني، فالدين نهجنا جميعاً ولكن التطرف والفكر الهدام المسيء للإسلام هو ما نقصده. لذا على الوزارة ألا توكل إدارات التعليم للمديرين المتشددين وكذلك إدارة المدارس وتقوية التعليم لتلافي ضعف ما نراه من خريجين وعليها مراقبة أسلوب التعليم وإيقاف من يحاول من المعلمين نشر التطرف من خلال تدريس المناهج بشكل معوج ومراقبة العملية التعليمية بدقة، كذلك سن الأنظمة الدقيقة التي تضمن سيرها بشكل صحيح وليس الاكتفاء بالتعاميم والتأكيد على المسؤولين فقط. كذلك يفضل لو تقوم الوزارة بإحداث كتاب يدرس ولو فقط للثقافة يكون من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية حول ثقافة حب الوطن واحترام الأنظمة وأخلاقيات التعامل والمثالية والإرشاد في التحذير من التدخين والمخدرات والتحذير من الجريمة والسرقات وغيرها لنحصل على طالب مثالي عقب التصرفات الخاطئة ويحب النظام ويمقت الفوضى وهنا يكون التعليم سلمياً ومفيداً لفكر الطلاب وسلوكهم ويكون للوزارة من اسمها نصيب تربية وتعليم وليس كما هو حالياً تعليم ضعيف ولا وجود للتربية.