تتعدد البرامج، وتتنوع الخطط، وتختلف الوجوه، وذات الحال منذ أمد إن لم يكن إلى أسوءٍ قد وصل، يوما بعد آخر، ومؤشر رياضتنا يتقهقر، وإلى أدنى درجات السلم نذهب، نرمق من في أقصى شرق القارة فنجدهم قد جاوروا القمة ونحن وصلنا السفح، ونشاهد الجيران فنجد الملاعب وقد ضاهت الملاعب الأوربية ونحن على مظلة سقطت نختلف، للأسف هذا حالنا وهكذا هو وجه رياضتنا بلا تزييف، وإليكم في النقاط التالية بعضاً من ندبات ذلك الوجه وإلا فالبثور تكاد تغطي معالمه:
- خاربة خاربة: على صعيد البطولات الخارجية واتحادنا منذ أمد وهو صفر، وحال التنظيم الداخلي لبطولاته لا يسر، لذا حتما (من حفرة لدحديرة) هو ما ننتظر، وبالتأكيد ليس جديدا ولا مفاجئاً استبعاده من الترشح لتنظيم آسيا 2019م، فليس بعد المر إلا الأمر!
- ملكه الخاص: هكذا يخيل لي عندما يتصرف بعض مسؤولي الأندية مع مرتاديها، وكذا تصرفاتهم مع الإعلام وصحفييه، وأخيرا مع اللاعبين ومبدعيهم، يحاولون تكميم أفواه معارضيهم، وتقييد حرية لاعبيهم، حتى كاد يصرخ أحدهم عالياً: كيفي هذه إدارتي!!
- ما فيه أمل: منذ بدأ وهو في ذات المكان، يُعطي بدل الفرصة فرص ولازال بذات التوهان، يخطئ مباراة ويكلف بالتالية ولازال يسقط بامتياز، يناله إيقاف ويرفع وذات الظهور السيئ لا يتغير، يحكم من جديد فتكاد الأمور تتطور إلى ماهو أسوأ ولازال قاضيا في الملعب، ولازال ما فيه أمل!!
- لاعب بليد: يخرج في لقاء بعد المباراة فلا تكاد تفهم منه شيئا وكأنه يقول باللوغاريتمات، يتحدث في مؤتمر صحفي فتحاول جاهداً أن تحل الكلمات المتقاطعة في ثنايا ردوده، ويطل علينا في برنامج تلفزيوني فتصدم من ضحالة فكره ومحدودية استيعابه، فتردد: لاعب بليد!
- نشاز: يمارس التعليق منذ عرفنا الكرة، ولازال يخطئ بأسماء اللاعبين كل مرة، يوزع الألقاب وكأنها (صدقة) فيسلب من نادٍ حقه، وكأني به حوّل كابينة التعليق إلى رابطة لناديه، يعلو صريخه بلا داع، فيتبرأ منه الإبداع، ويردد المتابع: نشاز، نشاز، نشاز!
- انفصام شخصية: يبدأ تغريداته بآيات الذكر، ويختم يومه (التويتري) بالدعوة للوتر، وما بينهما لا يترك شخصا إلا وأساء إليه، ولا يحاور مغرداً إلا وكانت إجاباته من اللفظ ما يترفع اللسان عن ذكره، الاتهام بالذمم عنده أمر بسيط، والخوض بالضمائر يراه شجاعة، ولا أدري أين ذهب الذكر والوتر، أم تراه مصاب بانفصام الشخصية؟!
- الفاهم الوحيد: تقرأ الجريدة الأولى فترى عاموده عن المشاكل الاجتماعية، تهرع لصحيفة أخرى فتصافحك سحنته وهو ينظر بالسياسة، تفتح التلفزيون فتجده يتحدث عن فسيولوجية اللاعبين، تدير القناة بعدها بدقائق فتفاجأ به في برنامج مسجل يتحدث عن الطرق الحديثة في التربية، حتى خشيت أن يكون (صالحا) لكل زمان ومكان، وحتما لن تصيبني الدهشة لو شاهدته حتى بقناة سبيستون!
- ذو الوجهين: بظهوره الفضائي يكون قمة بالمثالية، مفرداته غاية بالنقاء تتعلم منها من شدة خروجه الجميل، وفي عاموده الصحفي حسب تجاه الريح، فإذا ما فريقه انتصر كان القلم النزيه المنير، وإذا ما خسر أصبح أشبه بالوحش الكسير، أما حسابه في تويتر فحدث عن السقوط ولا حرج!
- حظيرة أم مدرج: مباراة غاية بالقوة والتنافس، هي حديث المجالس، حضورها ضمان لمتعة المشاهدة لقيمة الفريقين على الميدان، لكن في المدرج لا شيء يساعد على الحضور فلا مكان لائق ولا خدمات متطورة ولا كرسي خاص، مطلوب منك أن تحضر وتحضر وعليك بعدئذ تحمل تبعات ذلك من قلة نظافة وسحب دخان وزحام، ونقص أو إن شئتم انعدام خدمات!
قبل أن يجف عرقه
نسمع عن هذا النادي وقد تأخر بالرواتب لشهور، ونسمع عن الآخر وقد مارس السطو على الحقوق، ونسمع عن ثالث لا يتحدث إلا بالديون، ولا أدري حقيقة أين مسيري هذه الأندية من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (أَعْط الأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ)، كيف لأحدهم أن ينشد الراحة وهو قد ضيّع حقوق الآخرين، وكيف يرتضي أن يكون مسوفاً في تسديد ما عليه من التزامات، ولكي تعرفوا أن الأمر للأسف منتشر إلا ما ندر استمعوا لما قاله رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان في من هو مسموح له بتسجيل لاعبيه لعدم وجود التزامات عليه، وستفاجئون بأنه عدا الشباب والفتح والأهلي فلا أحد، فشكرا لهذه الأندية، ونتمنى من الآخرين أن يحذو حذوها.
إلى جنة الخلد أبا علي
انتقل إلى رحمة الله تعالى الأخ العزيز والصديق الوفي والأستاذ القدير إبراهيم بن علي الربيعان، رحل عنّا فجأة قبل أيام، وترك في قلوبنا الأسى والحسرة والآلام، رحمه الله رحمة واسعة، فقد عرفته إنساناً نقياً لم يحمل في قلبه قط ضغينة على أحد، وعايشته في العمل فوجدته محبا للخير يتلمس المحتاجين من طلابه فيبادر لمساعدتهم، لم نكن نتحدث عن باب خيرٍ إلا ووجدته أول طارقيه، رحمك الله أبا علي، فوالله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون، رحلت عن دنيانا الفانية فنسأل الله تعالى أن يكون منزلك في جنات الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
تويتر: @sa3dals3ud