|
الخليل - بلال أبو دقة - رندة أحمد:
رغم حواجز ومتاريس الاحتلال الصهيوني أحيا نحو 450 ألف مُصلٍّ من أنحاء مختلفة من فلسطين المُحتلَّة ليلة القدر «ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان» في المسجد الأقصى المبارك، وسط أجواء إيمانية وروحانية.. ولقي المواطن الفلسطيني من عرب 48 « حسن سليمان أبو مديغم- 40 عامًا» مصرعه من بئر السبع، فجر أمس الاثنين، إثر سقوطه من على سور المسجد الأقصى المبارك خلال محاولته التقاط صورة تذكارية وأثناء وقوفه على حافة السور وقع أرضًا على منطقة القصور الأموية الملاصقة لجدار الأقصى ليُعلن وفاته بعد وقت قصير في مستشفى المقاصد الخيريَّة بحي جبل الزيتون في القدس المُحتلَّة. وشهدت ساحات ومصليات المسجد الأقصى وجودًا مكثفًا للمصلين الذين جاءوا من الداخل المحتل والضفة الغربيَّة والقدس ليجددوا العهد والبيعة مع المسجد الأسير، ويوصلوا رسالة للاحتلال الإسرائيلي تُؤكِّد وقوفهم إلى جانب الأقصى، ورفضهم كافة مخطَّطات التقسيم التي يسعى الاحتلال وأذرعه الأمنيَّة إليها.. وكانت جموع الفلسطينيين بدأت بالزحف إلى المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات صباح «الأحد» واشتدَّت في ساعات المساء ووصلت ذروتها بعد صلاة المغرب وشارك الآلاف في صلاة العشاء والتراويح وقيام اللَّيل ودعاء ختم القرآن الكريم.. وتوافد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من كافة أنحاء فلسطين المُحتلَّة لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لإحياء ليلة القدر التي رجح أنَّها تصادف ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.. وشهدت شوارع وأزقة وطرقات وأسواق القدس القديمة اختناقات وازدحامات شديدة بفعل موجات الوافدين وأصيبت شرطة الاحتلال بالارتباك نتيجة الأعداد الضَّخمة التي وصلت المدينة وتوجهت للأقصى المبارك.. وسيَّرت «مسيرة البيارق» نحو 200 حافلة إلى المسجد الأقصى من جميع قرى ومدن الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ليتجاوز عدد الحافلات التي سيرتها منذ شهر رمضان إلى أكثر من 1600 حافلة. وبالرغم من إجراءات الاحتلال على الحواجز العسكريَّة، إلا أن أعدادًا كبيرة من أبناء فلسطين من الضفة الغربيَّة والقدس والأراضي المُحتلَّة توافدوا على الأقصى للاعتكاف فيه لغاية انتهاء العشر الأواخر من رمضان وإحياء ليلة القدر وقدِّر عدد المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك المرابطين خلال اللَّيالي العشر الأخيرة من رمضان بأكثر من عشرين ألف مُصلٍّ من مختلف مناطق الضفة الغربيَّة وأراضي عام 48. من جانبها، شدَّدت سلطات الاحتلال الصهيونية من إجراءاتها على المعابر والحواجز العسكريَّة الثابتة على المداخل الرئيسة لمدينة القدس المُحتلَّة، ونشرت آلاف العناصر من شرطتها الخاصَّة وحرس حدودها على المعابر والشوارع والطرقات الرئيسة والفرعية، ونصبت الحواجز والمتاريس في العديد من شوارع المدينة، وسيّرت دوريات راجلة في شوارع وطرقات البلدة القديمة المؤدِّية إلى المسجد الأقصى المبارك، وأغلقت محيط البلدة القديمة بالحواجز والمتاريس العسكريَّة والشرطية.