حتى وإن واصلَ الإخوان المسلمون وأنصارهم اعتصاماتهم واحتجاجاتهم في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة والجيزة وباقي المحافظات، إلا أن قيادة الإخوان ومن يتعاون معهم وصلوا إلى قناعة مفادها أنه لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وأن مرحلة حكم محمد مرسي قد انطوت، حتى إن بعضاً ممن يظهرون على المحطات الفضائية والمحسوبين على الإخوان لم يجدوا حرجاً في وصف محمد مرسي بالرئيس المعزول.
هذه القناعة بدأت تنعكس على تحركات قيادات الإخوان التي يحرصون على أن لا تظهر إلى العلن وأن لا تتداولها وسائل الإعلام حتى لا تؤثر على تجمعات الاعتصام والتظاهر، فالإخوان بدؤوا يستجيبون ويشاركون ويشجعون المتعاطفين معهم لبحث مخرج مشرف لهذه القيادات سواء عن طريق الحديث عن الخروج الآمن للإخوان والرموز التي شاركت في اعتصامات رابعة العدوية والنهضة والتي نُسبت لها محاولات التحريض والمشاركة في تعذيب وقتل عدد من المتواجدين في الميدانين، حيث عُثر على بعض الجثث خارج الميدانين، كما تقدم بعضٌ من عُذبوا داخلهما ببلاغات للنيابة العامة حول تعرضهم للتعذيب وأحدهم قُطعت إحدى أصابعه.
السلطة الجديدة بدورها لم تمانع من استيعاب الإخوان المسلمين عبر حزبهم العدالة والتنمية والمشاركة في العملية السلمية، وهكذا فقد استقبل الفريق أول عبد الفتاح السيسي وفداً ممن يُحسبون على التيار الإسلامي يضم دعاة وعلماء دين وأنصاراً للإخوان المسلمين، واستمر لقاء السيسي بالوفد الذي قاده الداعية الشيخ محمد حسان فترة طويلة، حيث حصل الشيخ حسان على وعد من السيسي على عدم اقتحام الميدانين مقابل وقف التحريض والدعوات للعنف التي تصدر من مواقع الاعتصامات.
كما أن تكثيف اللقاءات من قِبل الوفود الغربية والعربية مع قادة الإخوان والسماح لهم بلقاء الرئيس المعزول محمد مرسي تشي هي الأخرى أن هناك انفراجات في مواقف الطرفين ستُؤدي إلى إنهاء الوضع الشاذ المتمثّل في شل الحركة في القاهرة والجيزة والإسكندرية وبعض المحافظات.. وإن الأيام القادمة ستحمل أنباء سارة للمصريين، رغم استمرار دعوات التحريض التي تنطلق من رابعة والنهضة.
jaser@al-jazirah.com.sa