بين طيات صفحات الصحف اليومية تندس المطويات الدعائية التي غالباً لا يُلقى لها بالٌ، وفي رمضان تكثر المطويات الورقية للجمعيات الخيرية التي تطلب من الموسرين التبرع، وأرى أن على الجمعيات الخيرية البحث عن أساليب جديدة للوصول إلى المتبرعين بغير هذه الطريقة التي تتنافس معها المطاعم والتخفيضات وغيرها، فلدى هذه الجمعيات من نبل الهدف ما يبرر لها السعي إلى أساليب إقناع أكثر جذباً للمتبرعين وهذه مسؤولية ملقاة على عاتق القائمين عليها، ومن بين تلك المطويات وجدت مطوية جميلة وأنيقة استوقفني عنوانها فقلّبتها بين يدي، كانت بعنوان (حساب إبراء ذمة) أصدرها البنك السعودي للتسليف والاستثمار ويشرح المشروع أهدافه بأنه يمنح الفرصة لمن يريد أن يطهر نفسه ويزكيها، من خلال حساب بنكي يُودع فيه من أراد إبراء ذمته من أي مبالغ اكتسبها بغير وجه حق أو من حصل منه تقصير في أوقات العمل أو الانتدابات أو العمل خارج وقت الدوام الرسمي.. مضاف إلى ذلك كل من يريد أن يدفع أموالاً على سبيل الهبة أو أوقاف يعود ريعها لحساب إبراء الذمة وهو حساب سري أي لا يعلن أسماء المودعين ويحافظ عليها.. وأُنشئ بالأمر السامي رقم 5597-م ب وتاريخ 29-4-1426هـ ليكون حساباً خيرياً، وأقترح لكي يحقق هذا الحساب المبرئ للذمم أهدافه ويسوّق لها أنه بحاجة إلى أمرين:
الأمر الأول: أليس من المفترض أن يكون هناك لجنة موثوق بها تدير مصروفات هذا الحساب حتى يعطي ذلك المزيد من الثقة لدى المودعين بأن إيداعاتهم وهباتهم سوف تصل لمستحقيها عبر قنوات وآليات محددة وتحت نظر ومشورة عدد من أشخاص موثوق بهم.
ثانياً: أعلن البنك أن ما أودع في الحساب حتى الآن (242) مليون تقريباً، لكنه لم يوضح هل تم صرف هذا المبلغ وكيف تم صرفه وأين صرف!! ألسنا في عصر النزاهة والشفافية؟!! إن إعلان البنك عن المشاريع أو مصارف هذا الحساب بشكل عام سوف يعلي من منسوب الثقة، وبالتالي سوف يزيد من الإيداعات المبرأة للذمم وأيضاً الهبات والأوقاف وبخاصة أن المستفيدين منه تم تحديدهم وهم المقدمون على الزواج و(الأسرة والترميم) وهذا أيضاً يحتاج إلى توضيح وبيان أكثر.
alhoshanei@hotmail.com