لهـذه الأيام حرمتها وفضلها على غيرها من الأيام، وهي أيام شهر رمضان أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (185) سورة البقرة.
وعلى صعيد بعض وسائل التواصل الاجتماعي فمن غير اللائق بالبعض هذا التلاسن إن لم يكن احتراماً للنفس فاحتراما للزمان، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد، أو قاتله، فليقل: إني صائم) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من لم يدع قول الزور، والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
(من لم يدع قول الزور) أي من لم يترك الكذب وانتهاك محارم الله.
ومع هذا فإنك تلمس من يدعي التوبة ولا أزكي على الله- ثم يمارس متناقضات لما يدعيه - وهي بعيدا عن تفسير النوايا موثقة بتغريداته) إن جازت التسمية وجاز التعبير عنها بهذه المفردة المتعارف عليها.
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى ولا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني: أن يندم على فعلها والثالث: أن يعزم ألايعود إليها أبداً فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يتبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكَّنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلّه مِنها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صَحَّت توبته عند أهل الحق، من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي، وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنّة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة (رياض الصالحين).
ثم إننا في مجتمعنا السعودي المسلم قد نشأنا على العادات الحميدة ومكارم الأخلاق والصبر والوقار والسكينة والحياء وفضله والوفاء بالعهد وطيب الكلام، وإن كان قد بدر من البعض تجاه بعضهم ما يسيء لأحد الطرفين فالكمال لوجه الله والرجوع إلى الحق فضيلة، أما أن يُنعت بعض أبناء المجتمع بما لا يليق بهم بسبب تجاوزات يقترفونها تجاه بعضهم باسم الشجاعة الوهمية بمفردات (لا تسر ولا تضر) فالأحرى أن تكون عقولهم أكبر بمراحل (ولا يصح إلا الصحيح).
وقفة للأمير الشاعر عبدالرحمن بن أحمد السديري -رحمه الله-:
كل ما يمضي يفوتك ولا فيه اختيار
يبذر البذّار والخاتمه عند الحصاد
من تهاون هان والهون عنوان البوار
العمل والجد صعبات مرقاهن سناد
كل حيٍّ ينتهي لو مخاليبه كبار
والبقاء لله ويبقى عمل بعض العباد
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com