لم تكن الثقة التي أولاها وزراء الرياضة في الدول الإسلامية و كذا نظرائهم في الدول العربية ( يومي 9 و 16 من هذا الشهر الفضيل ) لشخص أمير الشباب نواف بن فيصل بن فهد لتنصيبه رئيسا للاتحادين الإسلامي ( الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي ) والعربي لكرة القدم ؛ لم تكن تلك الثقة لتأتي من فراغ أو دونما استحضار فعلي للدور القيادي و الريادي للملكة العربية السعودية ، ممثلة في شخص أمير الشباب الإسلامي و العربي و السعودي .
-قد يتساءل بعض ممن لا يعرفون خطي الكتابي ومنهج ( بصريح العبارة ) قائلين : وماذا تريد من الإعلام أن يفعل إزاء هذه الثقة ، هل يطبل ويهلل ويكبر ؟ .. أقول وأدرك أن من عرف منهجي الكتابي يعرف أنني آخر من يدعو للتطبيل في الوسط الإعلامي الرياضي، بل إن قلم ( العبدلله ) وطيلة خمسة عشر عاما كان وما يزال من أقوى الأصوات نقدا سواء للمؤسسة الرياضية أو لغيرها ، إذ لا مصلحة شخصية ويشهد الله في هذا الشهر الكريم على ما يقول من نقدي للإعلام الذي أنتمي إليه ككاتب و ناقد . لكن هناك فرقا بين من يُسخر قلمه لقول الحق ومن يستغل ذات القلم أو المساحة الإعلامية التي يتحرك من خلالها لطمس الحقائق بل وتزوير واقعها لمآربه الدونية الدنيئة ..!
- ففي الوقت الذي تُعاني الاتحادات الإسلامية و العربية من شتات لا ينكره عاقل وسط ظروف حالكة الدقة تعتري المنطقة ، ويتأثرُ بها حتما شباب الأمتين الإسلامية والعربية ، ليأتي الإجماع الإسلامي و العربي للشخصية الشابة السعودية المفعمة بحيوية و نشاط وقبلهما طموح و خبرة وحب الخير للآخرين وعمله ، نواف الشباب و الرياضة . ويمضى الأمر وكأنه لا يعني رياضتنا وشبابنا من قريب أو بعيد فذاك الجحود والخذلان الذي لا تستحقه رياضة وطن سخرّنا جهدنا لخدمتها وخدمة الوطن من خلالها.
- وإن كنتُ هنا لستُ بصدد استحضارُ مناقب الأُمير الشاب ومنجزاته على كافة الأصعدة ، بقدر ما أحمل بين السطور ( تساؤلا بسيطا ) وأترك الإجابة فيه لشباب هذا البلد الأمين ؛ الشباب السعودي الأكفأ ، و الأجدر ، بتقدير تلك الثقة ؛ الثقة التي حَمَلت نواف الشباب و الرياضة ودفعتهُ لِتجشم أعباء تلك المسؤولية الكبيرة .
- المسئولية التي وإن حملت من الوجاهة في ظاهرها لمن - لم يعرف نواف بن فيصل - أو لم يحط علما بسلامة فكرة وصحيح منهجه و بُعد نظرته ؛ النظرة ، التي ترى في تلك المسئولية محلُ تكليف لا مصدر تشريف ، ليس لسموه وحسب ؛ بل ولكل شاب سعودي يدركُ حق المعرفةُ معنى أن تتحمل المملكة مسؤولية تلك القيادة في الشأن الشبابي و الرياضي .
- مضمونُ ذلك التساؤل يقول وببساطة .. ماذا لو نجحت دولٌ إسلاميةٌ أخرى في استقطاب تلك الثقة ؛ وحولت قيادة الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي لغير وجهته الطبيعية ( وجهته لبلد تحرص قيادته فعلا لتحقيق ذلك التضامن الإسلامي ) .. ماذا لو نجحت ( إيران ) مثلا ؛ و التي سعت جاهدة لتقديم مرشحها لقيادة اتحاد التضامن الإسلامي .. ماذا لو نجحت في ذلك بالفعل ؟
- هنا أقول بملء الفي ، لا تنتظروا يا شباب المملكة إعلاما رياضيا سعوديا توعويا بما تحمله الكلمة من معنى ، إعلام في أفضل حالات وصفه بات يغض الطرف عن هكذا منجز ، بل أؤكد بالقول بأن لا تنتظروا من فاقد الشي أن يُعطيه ، قبل أن يفيق من سباته لإبراز دور المملكة الريادي منذ الأزل في ( جمع كلمة و تحمل أعباء ) الرياضة والشباب عمليا في الدول الإسلامية و العربية.
- إعلام تناسى دوره حتى في دعم ذلك التوجه لتحمل المملكة لدورها المحوري في جل القطاعات ، الإعلام الذي أكاد أجزم أنه لن يصمت مثلما فعل بعد ذلك المنجز في تجديد الثقة بدور المملكة في الشأن الشبابي والرياضي على مستوى طموحات المسلمين والعرب ؛ بل كان ذلك الإعلام سيفيق وقت لا تنفع معه الاستفاقة ، وقد ذهبت تلك القيادة لغير مستحقها بعقيلة إعلام غائر في اقتفاء أثر الهفوات على حساب مكاسب تدعم دور المملكة القيادي بمعنى الكلمة على كافة الأصعدة .!
- فكل ما يخص الشباب من الجنسين في دول إسلامية وعربية في أربع قارات في العالم اليوم تتوج و تقدر دور المملكة رياضيا كما هو كذلك في باقي الأصعدة وأعلامنا ( الغالبية العظمى منه على الأقل ) يبحث عن الهفوات - كما ذكرت وأكرر دوما - التي تعتري العمل البشري بطبيعته و يتجاهل الدور المبذول للملكة لتعزيز دورها القيادي في الشأن الشبابي و الرياضي .!
- ولعلي هنا أركز في خطابي لفئة الشباب الذين يدركون كيف فتح لهم نواف الشباب باب التواصل بكل لغات العصر الممكنة ، كأول بل و الأوحد من المسؤولين الذي يتواصل بكل أريحية ويتجاوب بعيدا عن البيروقراطية المتمثلة في شخص المسؤول حتى غدت متلازمة لا ينفك عن أثرها إلا الثقات من المسؤولين هذه الأيام .!
لأقول في الختام لشباب الوطن كونوا عونا لنواف الشباب و الرياضة في تلمس احتياجات الشباب والرياضة عونا له بالنصح و التفاعل الإيجابي لما تحمله من مسؤولية تضاعفت وهو أهل لها دون أدنى شك بقيادته عمليا لمسؤوليات اللجان الأولمبية الإسلامية والعربية والسعودية وهو الأمر الذي نقدر أهميته كشباب عماد هذه الأمة من الجنسين ولا تعولوا كثيرا على إعلام الله بالخير ، فسموه فتح جميع قنوات التواصل الحديثة معكم فكونوا عونا له في ذلك وأنتم بعد الله خير عون للقيام بتلك الأعباء التي تنوء بها العصبة من الرجال .. والله تعالى من وراء القصد