قبل مدة وجيزة اتخذت الإدارة العامة لصحة البيئة التابعة لأمانة منطقة الرياض إجراءات لم يسبق لها مثيل من خلال اقفال ما يزيد على ثلاثمائة مطعم في آن واحد وكانت أسباب الاقفال متفاوتة، فكان منها وجود أطعمة فاسدة في بعض المحلات أو وجود عمال بدون شهادات صحية أو نقص في الشروط الواجب توفرها، وكانت تلك الحملة بتوجيه من معالي أمين منطقة الرياض ايماناً من معاليه بأهمية مراقبة اعداد الاطعمة وسلامتها، فبحكم معرفتي بتلك الأمور يتضح أن حملة الأمانة سالفة الذكر كانت حديث المجالس في وقتها وأعطت نتائج ايجابية، بحيث أصبح أصحاب محلات طهي الأطعمة في حرص مستمر على سلامة محلاتهم والعاملين فيها من أي ملاحظات، كما أن مرتادي المطاعم قد اطمأنوا لما يقدم لهم من الأطعمة، سواء التي تقدم مباشرة في المطاعم أو ما يرسل للمنازل، والدليل على نجاح تلك الحملة الموفقة هو عدم حدوث أي من حالات التسمم الغذائي التي غالباً ما تحدث في الأجواء الحارة للأسباب سالفة الذكر.
وانطلاقاً مما سبق ذكره فإن نبض الشارع يقول يا معشر العاملين في صحة البيئة أكملوا واجبكم في التشديد على منع التدخين في المواقع المغلقة، خاصة في المقاهي التي انتشرت في الآونة الأخيرة، لا يوجد أدنى شك بأن عامة الناس تعاني من قلة المواقع السياحية، والملجأ الوحيد أو المحلات التي يمكن أن يذهب إليها سائح المدن هي المقاهي، وأقصد بذلك المقاهي العادية التي لا تقدم بها الشيشة، ومعظم الناس الذين يذهبون إليها للاستمتاع بكوب من القهوة يصابون بالاشمئزاز من كثرة المدخنين لأن المدخن السلبي (الذي لا يدخل) يلحق به ضرر جسيم أكثر من المدخن الفعلي، ومن المعروف أن الانظمة في السنوات الاخيرة في جميع مدن العالم قد وضعت قيوداً على المدخنين، حيث منع التدخين في المواقع المغلقة منعاً باتاً مثل المطارات والطائرات والمطاعم والمكاتب وكافة المقاهي بل وضعت غرامات مالية على المدخنين الذين لا يتقيدون بالتعليمات، ووضعت أجهزة لكشف الدخان في حمامات الطائرات مما يؤكد أهمية التقيد بمنع التدخين في المواقع المغلقة.
فما زال الأمل مربوطاً بكل الامانات والبلديات بأن يقوموا بحملات تفقدية لمنع التدخين في جميع الأماكن المغلقة دون استثناء، مع توقيع الغرامات المالية بحق المخالفين بما في ذلك الاغلاق بحق المخالف ومن خلال هذا الطرح أتوجه للمدخنين سواء كانوا رجالا أو نساء، وأقول لهم هل قرأتم التحذيرات المكتوبة على علب السجائر؟ ارحموا أنفسكم واعتبروا الصيام في هذا الشهر الفضيل وسيلة مقنعة لايقاف التدخين.
أسأل الله مولى الجميع أن يحمينا واياكم من الأمراض الفتاكة التي يأتي معظمها من أسباب التدخين تلك العادة المذمومة المكلفة مالياً وصحياً. والله الهادي إلى سواء السبيل.
- إبراهيم بن محمد السياري