لقد أردت مراراً الكتابة عن هذا الموضوع ومنذ سنين مضت، وكل ما أردت كتابة مقالة على هذا النحو أجد نفسي مجبراً لأمزق الأوراق وذلك لاعتبارات جمة، منها أن القوم - مع احترامي لهم - سائرون مع التجديد أو الحداثة في الألفاظ والأقوال بالأفكار الجريئة لأنها متطلبات تبهر الناس، وكلما رأيت أي مقالة تقول إن لغتنا هي الجميلة سعدت بها، وصدق شاعر النيل عندما قال:

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

بلسان عربي فصيح نتشرف بلغتنا لأنها لغة القرآن الشريف، ولكن مما يؤسف له أنها أصبحت في الآونة الأخيرة تلاك بألفاظ أعجمية غريبة أو ما يسمى بلغة التمدن والمدنية الغربية، وكم كانت فرحتي عندما قرأت ما كتبه الأستاذ الفاضل محمد عبدالله الحمدان (اللغة العربية تشكو (4) في صحيفة الجزيرة بالعدد 4850 يوم الأحد 16-7-1434هـ الموافق 26 مايو 2013م الذي جاء فيه:

أعود.. والعود أحمد أحياناً إلى لغة الخواجات التي غزتنا في عقر دارنا واستحسنها الكثيرون وتركوا اللغة العربية (لغتنا الجميلة) لغة القرآن الكريم مثل:

(يوتيرن) - رجوع أو عودة.

(أوك) - طيب أو موافق.

(كانسل) ألغى أو إلغاء.

(جود باي) مع السلامة.

(سي يو) أراك لاحقاً.

(ويك اند) إجازة آخر الأسبوع.

(باص، أتوبيس) - حافلة.

(كاشير) محاسب.

(مسج) - رسالة.

إلى آخر تلك الكلمات الثقيلة على اللسان الخفيفة في الميزان، وليسمح لي الكاتب الفاضل أستاذي محمد الحمدان إضافة ما أسمعه فيما يلي:

1 - كورنر - زاوية أو ركن.

2 - بينالتي - عقوبة خطأ.

3 - أكاديمي - جامعي.

4 - استراتيجي (موقع أو مركز تحكم) خطة محكمة أو سياسة محكمة.

5 - كابتن (القائد أو القبطان) وهو الأمر العسكري أو المدني لفريق كفريق كرة القدم أو اي فريق عمل معين.

6 - دكتور فلسفة - علامة بدرجة الأستاذية في ذاك الحقل وفيلسوف بآرائه العلمية.

7 - دكتور طبيب - أعطى الغرب هذا اللقب للمعالج فقط لتشجيع من يمتهن مهنة العلاج والمداواة حتى يصل لتخصص معين، ومن ثم إلى درجة الأستاذية وهو الالزامي والضروري في التخصصات الصحية.

ويلقب ممتهنو التخصصات الطبية بـ(دكتور) بغية قيامه وتحضيره للتخصص الصحي الدقيق ويطلق عليه أساساً الطبيب المعالج physician وكذلك بالنسبة لمبتكر الدواء الصيدلي pharmacist ويعطى هذا اللقب (دكتور) ليس إلا لتحفيز هذين المتخصصين في المجال الصحي حتى ينمي كل واحد منهما في الحقل الصحي الدقيق سواء كان في المجال الدائي للطبيب أو المجال الدوائي بالنسبة للصيدلي.

8 - بروفيسور - أستاذ أو علامة وكما يعلم الجميع أنه عند العرب يطلق على البناء (الأستاذ) أي مهندس (بناء البيوت أو المنازل سواء كان من الطين أو الحجر) وينادونه يا أستاذ، وفي منطقة الحجاز خصوصاً في مكة المكرمة حتى عهد قريب يطلق على من يمتهن هذه المهنة (بالمعلم) وللتوضيح كان يطلق عليه معلم حجر وطين.

9 - استوديو - مكان موقع ذي مساحة صغيرة مقفلة لنشاط معين مثل التصوير والرسم أو النحت، كذلك التسجيل الصوتي أو المرئي مثل الإذاعة المسموعة أو المرئية.

فاللغة العربية تعني المسمى بالتعين شكلاً وجوهراً وسمواً وبكل وضوح.. إذاً هذه لغتنا البليغة تحدد المسمى سواء كانت جهة أو معلماً معيناً محدد الكيان.

10 - أتعجب كثيراً لمن يذكر أو يقول (دكتوراه في اللغة العربية) لأن في العبارة نقيضين والحديث معني باللغة العربية أي الفصحى، ولماذا لا تحل محلها كلمة أو جملة عربية عريقة مما يلي:

- علامة اللغة العربية.

- أستاذ اللغة العربية.

- فيلسوف اللغة العربية.

فهل أبهرتنا اللغة الأعجمية وانتشتنا بكلمة المناداة دكتوووور مما يؤسف؟

والكثيرون منا ينتشون بهذا اللقب للتميز مع الأسف الشديد!!

والله من وراء القصد