كلما شعرنا بفرح تجاه إنجاز ما، يكون هناك ما يفسد هذا الانجاز. ليس هناك مشروع متكامل من كل الاوجه. إن كانت السفلتة والأرصفة جيدة، كان الصرف الصحي غير موجود. واذا كانت المباني الشاهقة مضاءة، كانت الاسواق فيها غير منظمة. واذا كانت الملاعب على أحدث طراز، كانت الانجيلة رديئة، وهكذا.
التطوير الذي يعيشه الجزء الشمالي من شارع خالد بن الوليد بالرياض، يبعث على التفاؤل النسبي، ولكن أبراج الضغط العالي ووجود محطة الكهرباء، تجعل الناس يشعرون أننا في العصور الاولى. نحن نتحدث عن شارع رئيس ينتهي بشركة سابك، احدى واجهات الرياض الحضارية للرياض، ولا تزال الابراج تشوهه وتشوه غيره من شوارع العاصمة وشوارع المدن الاخرى.
أبراج الكهرباء وأبراج الاتصالات، لا تزال تشوه مدننا، وتؤثر على الصحة وعلى البيئة. ولقد تحدث الخبير البيئي الباحث في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور وليد أبو السعود عن أن الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من أبراج شركات الاتصالات المنتشرة بكثافة في المنطقة المركزية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تسبب أضراراً صحية وبيئية بالغة على صحة الإنسان خاصة القاطنين بالقرب من أبراج التقوية، كما تؤدي إلى خلق مناطق حرجة ذات توتر بيئي عال.
القاعدة هنا واحدة، والتأثيرات نفسها، فعسى أن تتحرك شركة الكهرباء وشركات الاتصالات تحركاً ايجابياً لصالح السكان الذين يدفعون لهم فواتير شهرية، ليس في حجمها مثيل في كل دول العالم.
