الجزيرة - خالد العيادة - علياء الناجي:

اتجهت عدد من محال الذهب والمجوهرات إلى توظيف خريجات التسويق والمحاسبة مندوبات عبر الـ(Call Center) والتصميم في المنطقة الشرقية، في الوقت الذي وجّه خبراء اقتصاديون في حديثهم لـ «الجزيرة» إلى ضرورة عدم اقتصار التوظيف في قطاعات التجزئة على حملة الشهادات العلمية العُليا، مشددين على أن أكثر العاطلات غير جامعيات. وفي ذات السياق قالت ريم أسعد محللة استثمارية وكاتبة اقتصادية: إن القطاعات الخدمية ما تزال بحاجة ماسة إلى توفير المزيد من الوظائف للنساء والرجال على حدٍ سواء، وارتأت أسعد أن فتح الباب أمام السيدات للالتحاق بمجال الذهب، خطوة إضافية في ذات التوجه حيث إنها خطوة جميلة ومباركة.

وأشارت أسعد إلى أن أعداد العاطلات عن العمل أكثرهن غير جامعيات، وبعضهن من حملة البكالوريوس، مضيفة: «إن قطاع التجزئة لا يحتاج لشهادات عُليا لتوظيف الفتيات؛ حيث إنه يعتمد على التدريب والتأهيل بمجال البيع للفتاة». واعتبرت أسعد أن الاعتقاد السائد بأن الشهادة الجامعية تضمن وتؤمن العمل والوظيفية هو اعتقاد خاطئ، مستدركة بقولها:» حيث إن أغلب قطاعات التجزئة لا يجب أن تشترط الشهادات الجامعية والمؤهلات العُليا؛ كقطاع الذهب ونحوه، ولكن فسح العديد من المجالات للسيدات وليس تأنيث فحسب، من ناجية فتح المزيد من القطاعات للسيدات كالسياحة والقانون والرياضة والترجمة وقطاعات عدة، تصب في عجلة توفير مئات الآلف من الوظائف للعاطلات». وقالت: إن عدد العاطلات قرابة 300 ألف عاطلة عن العمل، عندما يوظف قطاع التجزئة خمسين ألف وقطاع الذهب جزءا سيسهم في الحد من البطالة.

من جهته أكد الخبير الاقتصادي محمد الناصر أن الجانب التسويقي للفتيات بمحال الذهب والمجوهرات، عن طريق الهاتف أو عن طريق المحلات الصغيرة ، سيزيد من مبيعاتهن، حيث إن المرأة تعرف ذائقة المرأة أكثر، مضيفا :»نحن نؤيد فكرة توظيف السعوديات بمحلات الذهب على مستوى المملكة، ولا أعتقد أن في ذلك صعوبة، لأن أي قطاع تجاري له علاقة بالمرأة يعتبر عملا يخدم المرأة». وعن العوائد الإيجابية لمحلات الذهب والمجوهرات بعد التحاق السعوديات للعمل بها أكد الناصر إن العوائد ستكون مجزية، لأن هناك الكثير من النساء اللاتي يترددن في شراء الذهب بسبب وجود البائع الرجل، كما أن الأرباح ستكون مجزية أيضًا وستخلق وظائف للنساء السعوديات، حيث إن البيئة الموجودة بها المحلات في (المولات) سيسهم في حرية انتقاء ما تريده المرأة بنفسها.

إلى ذلك قالت أماني عبد العزيز مشرفة على خط عمل فتيات بمحل للذهب بالمنطقة الشرقية، أنه تم تدريب عدد من الفتيات للعمل على تسويق المجوهرات والذهب عبر (بروشورات) لتصاميم مميزة من الذهب، إضافة لطرق التعامل مع الزبونة، ومعرفة قيراط الحُلي، والتحقق في حالة بيع الذهب من الزبونة والتأكد من كونه ذهبا أم لا. وأكدت عبد العزيز أن الفتيات يعملن بكل جدية عبر التسويق الهاتفي أيضا للذهب، كمرحلة أولى للتوظيف بمحال الذهب بالدمام، معتبرة أن توظيف السيدات في قطاعات التجزئة سيسهم من توفير وظائف للفتيات، لاسيما خريجات التسويق والمحاسبة والتصميم. بدوره كشف أحد باعة الذهب لـ»الجزيرة» أن سعر الجرام انخفض بحدود 35 إلى40% عن العام الماضي وقال البائع عبدالحافظ عبد الله في أحد أسواق شمال الرياض: إن سعر جرام الذهب عيار 21 يصل 150 ريال و152 ريال.

وأضاف عبدالحافظ: إن نزول الذهب يترطب بالدولار فعندما يهبط الدولار يرتفع سعر الذهب والعكس صحيح. مشيراً إلى أن هناك إقبالاً على الذهب في الفترة الحالية لاسيما مع الانخفاض النسبي للأسعار.

وذكر البائع أن سعر جرام الذهب في العام الماضي وصل إلى 200 ريال و220 وعن حركة بيع الأسواق أشار إلى للذهب مواسم شأنه في ذلك شأن الكثير من السلع الأخرى، وقال: إن موسم الذهب يبدأ من شهر جمادى الثانية إلى نهاية شهر شوال أما في رمضان فإن الإقبال يتزايد وذلك من بعد مضي أسبوع من بداية رمضان حيث العيد والمناسبات التي تتلوه. وعن الذين يقبلون على شراء الذهب أجاب عبدالحافظ عبدالله أن الفتيات يقبلن على شراء الذهب الأبيض وهو غالباً ما يكون من عيار 18.

أما النساء الكبيرات في السن فيفضلن الذهب الأصفر ويبحثن عن النقشات القديمة أما الشباب واللذين يقبلون على الزواج فإنهم يقبلون على شراء أطقم الذهب الأبيض لتقديمه (شبكة للعروس) والذهب يختلف سعره على حسب شكله وحجمه وصياغته فكلما كانت الصياغة متقنة وممتازة أصبح سعر التصميم غالياً ومطلوباً. وعن الدول التي يستورد منها الذهب قال عبدالحافظ: إننا نستورد من الكويت ومن دبي وأشار إلى أن أكبر مصانع للذهب في المملكة بالمنطقة الشرقية والغربية وعن تأثر الذهب بالربيع العربي أشار إلى أنه لم يتأثر بل إن بعض الأسر من الدول العربية تقبل على اقتناء وشراء الذهب على شكل (سبائك) وخزنها لديهم لوقت الحاجة.