أهل الرياض أكثر سكان المملكة سعادة، وهم يتابعون بإعجاب الخطوة الأولى لتحول (حلم المترو) إلى حقيقة واقعة، بعد أن وضع أمير الرياض (وبكل فخر) حجر الأساس، ليبدأ العد التنازلي للمشروع الأضخم من نوعه في المنطقة، والعاقبة للمدن الأخرى!
خلال الـ(4) سنوات القادمة سيتحقق (الحلم) خطوة بخطوة أمام أعين سكان العاصمة، الذين سيرون ويتابعون ويراقبون بأعينهم طوال الـ 24 ساعة عمليات الإنشاء والتشييد لهذا المشروع الضخم، متحملين كل (ألم) يمكن أن يسببه بناء المترو في التحويلات والزحام، فيما يشبه متابعة النقل المباشر من غرفة العمليات لجراحة في (شريان قلب مريض) عزيز!
لك أن تطلق العنان لمخيلتك لتتوقّع كيف هي سهولة وسرعة التنقّل في الرياض بعد هذا المشروع الذي سيقفز بها قدماً، وسيغيِّر ملامح وثقافة النقل، وسيطرح باب المنافسة داخل المدينة بين وسائل النقل ويرفع من خدماتها!
وبما أننا نتحدث عن خدمات وقفزات وحلول النقل، فلعل من المناسب أن نشير إلى أن بدء عمل خطوط الخليج والخطوط القطرية (داخلياً) يفترض أن يكون خلال (التسعين يوماً) القادمة، بحسب بعض الأخبار الصحفية، ليشكِّل حلاً وخياراً لتقديم خدمات راقية للمسافر السعودي، وهذه المدة برأيي غير كافية لتعيد الخطوط السعودية حساباتها، وتطور من خدماتها داخلياً لتبقى (الخيار الأفضل) للراكب السعودي!
صدَّقنا أم لم نصدِّق، شككنا أم لم نشكك، نحن الآن حسب التصنيف العالمي، خارج المنافسة المئوية لشركات الطيران العالمية 20013 م، هذا الأمر مزعج لناقلنا الوطني، رغم أن مدير الخطوط يشكك بإحصاءات (سكاي تراكس) بقوله: (نحن من أفضل الخطوط في أدائنا والتزامنا، وخدماتنا هي من أفضل الخدمات الموجودة)!
هل قامت أو أعلنت الخطوط السعودية عن أي (استبيان) لمعرفة مدى الرضا أو الغضب من خدماتها؟! نحن في زمن الأرقام والإحصاءات!
مترو الرياض سيدشن بعد 4 سنوات إن شاء الله، ليدخل المنافسة في الرحلات من المطار إلى المدينة مع وسائل النقل الأخرى، وعلى طريقة الخطوط السعودية عند الوصول إلى المحطة الأخيرة: (شكراً لاختياركم مترو الرياض، ونتطلع لرؤيتكم على متن رحلاتنا القادمة)، بينما المسافر السعودي داخلياً عبر الجو، حتماً سيسمع (عبارة أخرى) من ناقل جوي آخر!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com