|
الجزيرة - عبد الرحمن المصيبيح:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع النقل العام بمدينة الرياض، حفل الإعلان عن ترسية عقود تنفيذ مشروع النقل العام بمدينة الرياض، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العام للسياحة والآثار، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبد العزيز، نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، نائب رئيس اللجنة، وأصحاب المعالي أعضاء اللجنة العليا، وذلك في مساء أمس الأول (الأحد 20 رمضان 1434هـ وفق تقويم أم القرى، الموافق 28 يوليو 2013م) في قصر الثقافة بحي السفارات، وسط حضور كبير من أصحاب السمو والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام والسفراء.
الأمير خالد بن بندر يطلق قطار الرياض
وشهد الحفل الإعلان عن ترسية عقود مشروع قطار الرياض، على الائتلافات التي سبق الإعلان تأهيلها: ائتلاف (باكس)، وائتلاف (فاست)، وائتلاف (الرياض نيوموبيليتي)، وذلك بعد صدور الموافقة السامية على العروض التي تقدمت بها للمنافسة على تنفيذ المشروع.
كما وقعّ سمو رئيس الهيئة على خطابات الترسية لعقود تنفيذ المشروع على الائتلافات الفائزة، والتي كانت جاءت على النحو التالي:
1.مسار القطار الأزرق على محور (العليا - البطحاء): أرسي تنفيذه على ائتلاف (باكس BACS) بقيمة 6,561,627,163 دولار أمريكي.
2.مسار القطار الأحمر على محور (طريق الملك عبدالله): أرسي تنفيذه على ائتلاف (باكس BACS) بقيمة 2,885,440,337 دولار أمريكي.
3.مسار القطار الأصفر على محور (طريق المدينة المنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول): أرسي تنفيذه على ائتلاف (الرياض نيو موبيليتي ANM) بقيمة 5,211,926,731 دولار أمريكي.
4.مسار القطار البرتقالي على طريق (مطار الملك خالد الدولي): أرسي تنفيذه على ائتلاف (فاست FAST) بقيمة 3,060,788,759 دولار أمريكي.
5.مسار القطار الأخضر على طريق (طريق الملك عبدالعزيز): أرسي تنفيذه على ائتلاف (فاست FAST) بقيمة 2,662,558,659 دولار أمريكي.
6.مسار القطار البنفسجي على محور (طريق عبدالرحمن بن عوف - طريق الشيخ حسن بن حسين): أرسي تنفيذه على ائتلاف (فاست FAST) بقيمة 2,167,973,532 دولار أمريكي.
7.ترسية تنفيذ محطتي (مركز الملك عبدالله المالي) و(العليا) على ائتلاف (باكس).
8.ترسية تنفيذ محطتي (محطة قصر الحكم) و(المحطة الغربية) على ائتلاف (الرياض نيو موبيليتي).
موافقة المقام السامي الكريم
وخلال الحفل ألقى سمو الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، كلمة عبّر فيها عن الفخر والاعتزاز بصدور الموافقة السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، على ترسية عقود مشروع قطار الرياض على الائتلافات العالمية الفائزة بتنفيذ المشروع، متوجهاً إلى الله العلي القدير بالحمد والثناء، والشكر الجزيل أن يسّر انطلاق هذا المشروع، وداعياً الله جلت قدرته، أن يتمّه بفضله، وأن يكتب فيه الخير والمنفعة للرياض وساكنيها وزائريها.
وقال سموه: «أتوجه إلى الله العلي القدير بالشكر أن يسَّر انطلاق هذا المشروع، وأسأله جلت قدرته، أن يتمه بفضله وأن يكتب فيه الخير والمنفعة لعاصمتنا الغالية بساكنيها وزائريها.
وأرفع أصدق وأجل المشاعر بالشكر والعرفان والامتنان الكبير نيابة عن أهالي وقاطني مدينة الرياض وعن زملائي في اللجنة العليا المشرفة على تنفيذ المشروع وكافة اللجان العاملة، إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، على تبنيه لهذا المشروع وبتوجيهاته المستمرة والسديدة بسرعة إنجازه وفق أعلى المواصفات العالمية وعلى أكمل وجه ليكون في متناول سكان الرياض في موعده المحدد بإذن الله، حيث يعد هذا المشروع الأكبر من نوعه في حجمه ومكوناته وتقنياته وتكامله مقارنة مع شبكات النقل الاخرى
مشروع الملك عبدالله للنقل العام بمدينة الرياض
وأعلن سموه، عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على رغبة أهالي مدينة الرياض في تسمية المشروع: (مشروع الملك عبدالله للنقل العام بمدينة الرياض - القطار والحافلات)، وذلك عرفاناً وامتناناً لما يقدمه حفظه الله، لهذا الوطن من أعمالٍ خالدة.
كما تقدم سموه بالشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قائلاً: «الشكر والتقدير لمهندس الرياض الأول، الذي كان هذا المشروع ثمرة من ثمار غرسه ونتيجة لنظرته الثاقبة التي قادت مختلف جوانب التنمية في منطقة الرياض نحو التطور والازدهار، لتكون الرياض حاضرة عالمية كبرى أخذت مكانها اللائق بين مدن العالم المتقدم.».
وأضاف سموه قائلاً: «لا يفوتني أن أنوّه بالجهود العظيمة التي دفعت هذا المشروع من التخطيط إلى الإنجاز لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز رحمه الله، الذي وضع الأساس والمعايير التي انطلقت بموجبها عملية الاستعداد للتنفيذ، عندما بادر سموه فور صدور الموافقة الكريمة بتشكيل لجنة عليا تتولى الاشراف على تنفيذه، باتخاذ مجموعة من القرارات المهمة مهدّت للمراحل التأسيسية لهذا المشروع».
تعزيز مكانة الرياض ومقوماتها الحضارية
وتابع الأمير خالد بن بندر: «إن هذا المشروع الذي يهدف إلى تيسير حياة المواطنين وتخفيف أعباء التنقل عن كاهلهم، يجمع بين تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية ودعم مقوماتها الحضارية كوحدة من أسرع الحواضر في العالم نمواً وبين مواكبة التنامي الكبير الذي تشهده المدينة في عدد سكانها ومساحتها، حيث تشير التقديرات أن ينمو عدد سكان مدينة الرياض من نحو ستة ملايين نسمة حالياً إلى أكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة خلال السنوات العشر القادمة، إضافة إلى توسع مساحتها متجاوزة الثلاثة آلاف ومائة كيلو متر مربع، وتزايد أعداد المركبات التي بلغت هذا العام أكثر من مليون ونصف المليون مركبة، تقطع يومياً سبعة ملايين رحلة، وهو ما يتطلب توفير بدائل مستدامة وأكثر فاعلية للوفاء بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة».
قطاع النقل العام شريان الحياة
وأضاف سموه: «إن قطاع النقل في المدن الكبرى، يعد بمثابة شرايين للحياة للمدينة، وعليه تعتمد قطاعات النمو والتطور الأخرى: عمرانياً، واقتصادياً، وبيئياً، وحضارياً، وبمقدار كفاءة النقل وتطوره المستمر ستكون مجالات التنمية وقطاعات التطور الأساسية في المدينة قابلة للنمو والتطور. ولقد حظي مشروع النقل العام في مدينة الرياض بدراسات مستفيضة أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وعلى معايير ومقاييس ثابتة أثمرت عن وضع خطة شاملة لهذا القطاع شملت شبكة للنقل بالقطارات الكهربائية وأخرى للنقل بالحافلات. وقد روعيَ عند تحديد مسار الشبكتين، المواقع التي تتركز فيها: الكثافة السكانية، مناطق الجذب المروري، مناطق المرافق الحكومية، الأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، كما اشتملت على تجهيز مختلف عناصر المشروع من دراسات اقتصادية، تصاميم هندسية، ومواصفات فنية».
عوائد كبرى على المدينة
كما قال سموه: «ومن المنتظر أن يسهم المشروع بإذن الله تعالى، بالإضافة إلى عوائده المباشرة على الاقتصاد والعمران والمرافق والخدمات، في حماية البيئة بخفض نسبة تلوث الهواء، وتقليص التكاليف الناجمة عن الحوادث المرورية والازدحام، وغيرها من العوائد.
وسيتيح المشروع رفع نسبة الرحلات اليومية بواسطة وسائل النقل العام في مدينة الرياض إلى نسب مضاعفة لأكثر من عشرين ضعفاً عما هي عليه حالياً.
كما جاء في كلمة سموه: « لقد كانت الموافقة السامية الكريمة وتشكيل اللجنة العليا للإشراف على تنفيذه بمثابة إشارة الانطلاق لتحديد خطوات تنفيذ المشروع، فقد أشرفت اللجنة على تأهيل الائتلافات العالمية للمنافسة في إطار من الوضوح التام ووفق أعلى المواصفات التقنية والفنية في هذا المجال، وبهذه المناسبة فإنني أتقدم باسمي وسمو أخي النائب الأمير تركي بن عبد الله، بالشكر الجزيل والتقدير الفائق لزملائنا أعضاء اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ مشروع النقل العام في مدينة الرياض، صاحب السمو الملكي وزير الشئون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز، معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، وكافة أعضاء اللجنة.
تعاون مثمر وعمل دؤوب
وتابع سموه: «أشكر أعضاء اللجنة التحضيرية لمشروع النقل العام على عملهم الدؤوب والدقيق برئاسة أمين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل ووكلاء ومندوبي الوزارات المعنية لإنجاز هذا المشروع، وأخص بالشكر فريق العمل بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة رئيس مركز المشاريع والتخطيط المهندس/ إبراهيم بن محمد السلطان وزملائه فرداً فرداً على جهودهم الكبيرة التي بذلوها خلال مرحلة التأهيل للائتلافات العالمية وفحص العروض فنياً ومالياً، والشكر موصول لكافة الجهات في مدينة الرياض على تعاونهم ودعمهم وتسخيرهم كافة الإمكانات لانطلاق المشروع».
كما أضاف سموه قائلاً: أود أن أنوّه إلى أن اختيار الائتلافات جاء إنفاذاً للتوجيهات الكريمة بتنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات الفنية والتقنية والتصميمية والاستعانة بأفضل الخبرات العالمية المتخصصة وبمشاركة الشركات العالمية ذات الخبرات والقدرات والإمكانات في مجالات أعمال المشروع المختلفة. وأن يتم تنفيذ المشروع في إطار من الشفافية والوضوح التام وخلال المدة الزمنية المحددة، وأن ذلك يلقي بمسؤولية كبرى على كافة المعنين بهذا المشروع لتحقيق تطلعات سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وتلبية احتياجات المواطنين من هذا المشروع على الوجه الأكمل بمشيئة الله تعالى.
كلمة لأهالي الرياض
ووجه سموه الأمير خالد بن بندر كلمة لأهالي مدينة الرياض قال فيها: أوجه كلمة من القلب للأحبة سكان عاصمتنا الغالية، أملي ورجائي في أن نتعاون جميعاً في استيعاب متطلبات المشروع الإنشائية، والآثار التي قد تنجم على سلاسة الحركة في مواقع تنفيذه، والتقيد بالتنظيمات المرورية المؤقتة، وذلك في سبيل أن نقطف جميعاً ثمار هذا المشروع الكبير والأحدث من نوعه والذي سيغير من صورة عاصمتنا وسينعم بخدماته سكان المدينة وزائريها في القريب العاجل بإذن الله تعالى.
واختتم سمو الأمير كلمته بقوله: حفظك الله يا سيدي خادم الحرمين الشريفين، وأدامك وأعزك ذخراً وسنداً وقائداً لهذا الوطن المقدس الكبير وهذه الأمة، وأدام الله علينا نعمه ظاهرها وباطنها، وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه، وأن يرزقنا ويثبتنا بالإخلاص والصدق في القول والعمل والسلام عليكم ورحمة من الله وبركاته».
جهود مشتركة وتعاون مثمر
وعبّر المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، في تصريح بهذه المناسبة، عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ورئيس اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ مشروع النقل العام بمدينة الرياض، على قيادته الحكيمة لأعمال هذه المرحلة من المشروع، والتي ستشكل الأساس المتين الذي تسير عليه بقية المراحل بمشيئة الله. حيث كان لمتابعة سموه وتوجيهاته المستمرة الأثر البالغ في إنجاز المرحلة التأسيسية للمشروع وتذليل كافة الصعوبات أمامها.
كما عبّر المهندس إبراهيم السلطان، عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبدالعزيز نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، على دعمه ومساندته للمشروع، وحرص سموه على أن تتحقق أهدافه في خدمة سكان المدينة على الوجه الأكمل.
كما شكر أصحاب المعالي أعضاء اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ مشروع النقل العام بمدينة الرياض، على مشاركتهم الفعّالة ومساندتهم لمختلف جوانب المشروع، كما أثنى على جهود كل من أعضاء اللجنة التحضيرية للمشروع، والمسؤولين في مختلف الجهات المعنية بالمدينة ومنسوبي الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والاستشاريين والخبراء من داخل المملكة اللذين كان لهم بفضل الله عز وجل، الدور الأبرز في تخطي المشروع للعديد من المحطات والمراحل المهمة، وإنجازها على أكمل وجه خلال فترة وجيزة يندر حدوثها في المشاريع المماثلة حول العالم.
ائتلاف (الرياض نيوموبيليتي): سيكون قطار الرياض
الأفضل في العالم
وخلال الحفل ألقى قادة الائتلافات الفائزة، كلمات بهذه المناسبة، ألقاها بالنيابة عن ائتلاف (الرياض نيوموبيليتي) سيرجيو دي لوكا الرئيس التنفيذي لشركة انسالدو إس تي إس لتصنيع أنظمة التحكم من إيطاليا (قائد الائتلاف)، عبّر فيها عن شكره على الثقة التي حازوا عليها بتأهليهم للمنافسة على تنفيذه، ومنحهم الفرصة لأن يكونوا جزأ من هذا المشروع العملاق الذى ليس له مثيل في العالم، مؤكداً على تقديم الائتلاف أفضل ما يمتلك من تقنيات وخدمات ومهارات لتلبية تطلعات سكان وزوار مدينة الرياض من هذا المشروع الذي سيكون «أفضل مشروع للميترو في العالم، وسيغيّر وجه هذه المدينة، ويجعل تجربة التنقل في ربوعها أمرا لا ينسى».
ائتلاف (فاست): سيكون القطار مصدر فخر لكل مواطن سعودي
كما ألقى خوان بيخار الرئيس التنفيذي لشركة إف سي سي كونستركسيون من إسبانيا (قائد ائتلاف فاست)، عبّر فيها عن الشرف العظيم والميزة الكبرى التي حظي بها لتمثيله إحدى الشركات التي ستشيد مشروع ميترو الرياض العملاق، وقال: قبل أكثر من عام عندما شرعنا في دراسة المشروع, أدركنا أن قطار الرياض هو أكبر وأهم قطار يتم بناؤه في العالم ، لذا اخترنا أفضل فريق لدينا لدراسة المشروع وإعداد حلولنا الفنية. مؤكداً التزام الائتلاف التام ببناء قطار يكون نموذجاً للمشاريع الأخرى في العالم، ومصدر فخر لكل مواطن سعودي.
كلمة ائتلاف (باكس)
كما ألقى بيتر دوسن، عضو مجلس إدارة شركة بكتل العالمية ورئيس بكتل للأعمال المدنية (قائد ائتلاف باكس)، كلمة خلال الحفل، قال فيها: لقد اخترتم ائتلافنا لتنفيذ المسارين الأول والثاني الذي يعبران قلب المدينة، مروراً بمركزها التجاري والمالي. وسوف نعمل على أن يكون لعربات القطار جمالها وموثوقيتها، وللجسور جاذبيتها البصرية، وأن تكون المحطات معالم عمرانية لافتة، حيث ستقدم هذه العناصر إضافة جميلة لعمران المدينة، فقد جمعنا فريقا قوياً جداً يملك خبرة مدهشة وعالمية في أعمال مشاريع القطار وبنفس المستوى في أعمال البنية التحتية في المملكة، وننظر قدماً لنبدأ العمل في رحلة هذا القطار المثير, جنبا إلى جنب مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وإننا بالتأكيد نؤمن أن فريقنا على قدر هذه المسئولية وهذا التحدي.
مجسم لعناصر المشروع
وخلال الحفل، جرى تقديم عرض مرئي عن مسيرة المشروع ابتداء من وضع (الخطة الشاملة للنقل العام بمدينة الرياض) التي وضعتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ويجري تنفيذ المشروع بموجبها، ومروراً بصدور قرار مجلس الوزراء الموقّر، بالموافقة على تنفيذ المشروع، وتشكيل لجنة تتولى الإشراف على تنفيذه، وما اتخذته من قرارات وإجراءات، وصولاً إلى إعلان ترسية المشروع على الائتلافات الفائزة بتنفيذه.
كما اطلع سمو الأمير والحضور خلال الحفل، على مجسم لمسارات المشروع أعد لهذه المناسبة، تضمن مسارات المشروع وعناصره من: مسارات ومحطات ومواقف ومراكز تحكم ومبيت وصيانة.
بعدها اطلع سمو الأمير على معرض أقيم في بهو قصر الثقافة، اشتمل على لوحات جدارية تشرح مكونات المشروع، وتتناول تصاميم العربات والمحطات الرئيسية والفرعية، وما تحتويه من خدمات ومرافق. بعدها غادر سمو الأمير مقر الحفل وسط حفاوة من أعضاء اللجنة العليا للإشراف على مشروع النقل العام، ومسؤولي الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
مؤتمر صحفي موسع
وفي ختام الحفل، أقيم مؤتمر صحفي حول مشروع النقل العام في مدينة الرياض، تحدث فيه المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، عن أهمية المشروع، وأثره الكبير على صورة المدينة وجودة الحياة فيها، والعوائد التي تجنيها المدينة وسكانها من هذا المشروع في مختلف قطاعات المدينة العمرانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، إلى جانب الأثر الإيجابي الكبير الذي سيشهده قطاع النقل بمختلف وسائله.
كما تناول المهندس إبراهيم السلطان، خلال المؤتمر المراحل التي مر بها المشروع خلال الأشهر الماضية، والتي أثمرت بفضل الله، عن إنجاز مختلف عناصره وفق أحدث ما وصل إليه العالم في هذا المجال، وإطلاق أكبر واحدة من أكبر عمليات التأهيل للشركات المتخصصة في إنشاء شبكات النقل العام في العالم، والتي انتهت إلى اختيار مجموعة تمثل نخبة هذه الشركات العالمية المتخصصة في صناعة القطارات ونظم تشغيلها.
عمليات التأهيل والتحليل الفني والمالي
وكانت اللجنة العليا للإشراف على تنفيذ مشروع النقل العام في مدينة الرياض، قد أعلنت في وقت سابق من العام الماضي تأهيل أربعة ائتلافات عالمية للمنافسة على تنفيذ المشروع، ومن ثم أخضعت عروضها الفنية والمالية لعمليات تحليل تحت إشراف مختصين من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وبمشاركة أكثر من 80 خبيراً من مختلف أنحاء العالم يمثلون كافة تخصصات ومجالات أعمال المشروع، وانتهت إلى اختيار العروض الأنسب من الناحيتين الفنية والمالية.
وتتشكل الائتلافات الثلاث الفائزة بتنفيذ المشروع (ائتلاف باكس)، و(ائتلاف فاست)، و(ائتلاف الرياض نيوموبيليتي)، من 20 شركة عالمية كبرى تنتمي لـ 11 دولة من مختلف قارات العالم، وشاركت في تنفيذ أشهر شبكات القطارات والمترو في كبرى مدن العالم، مثل: باريس، لندن، واشنطن، سان فرانسيسكو، سنغافورة، هونج كونج، سيدني، فانكوفر، تورنتو، برشلونة، وغيرها، كما يضم كل ائتلاف منها شركات متخصصة في مختلف مجالات أعمال المشروع بما يشمل أعمال: تصنيع القطارات، حفر أنفاق القطار، الأعمال المدنية وأعمال الجسور والأنفاق، نُظم التحكم والتشغيل، الأعمال الميكانيكية والكهربائية، وأعمال التصميم، والإدارة للمشاريع الكبرى.
176 كم من مسارات القطار الكهربائي
وتتشكل شبكة القطار الكهربائي في مدينة الرياض، من ستة محاور رئيسية بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومتر، تغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام.
وقد حددت المشروع مسارات شبكة النقل العام والوسائط المستخدمة وفق عدد من المعايير من أبرزها:
- تركز الكثافة السكانية وتوزعها في المدينة.
- خدمة مناطق الجذب المروري العالية لمناطق التوظيف والأنشطة التجارية والتعليمية مثل: الوزارات والجامعات والمستشفيات والمجمعات التجارية والمنشآت الحكومية ومطار الملك خالد الدولي والمراكز الفرعية ومركز المعارض الدولي ووسط المدينة ومركز النقل العام.
- استخدام نماذج المحاكاة المرورية التي طورتها الهيئة لمعرفة حجم الحركة المرورية على طرق وشوارع مدينة الرياض ومصادر الرحلات ومقاصدها.
- حجم الإركاب المتوقع للوسيلة المستخدمة على كل محور.
- قياس زمن الرحلة على مسارات النقل العام.
- تقليل تأثير حجم الحركة المرورية على شبكة الطرق في جوانب: الازدحام، استهلاك الوقود، انبعاثات عوادم المركبات.
محطات بتصاميم عصرية
وقد جرى تحديد المحطات الرئيسية للقطار الكهربائي لتلتقي عند تقاطع مسارات الشبكة، كما تم تصميمها على عدة مستويات وفق تصاميم معمارية حديثة، على أن تكون جميعها مكيفة، وتشتمل على وسائل الراحة والسلامة للركاب، وتتضمن أنظمة معلومات الرحلات، فيما ستحتضن بعض المحطات الرئيسية محلات تجارية ومواقف للسيارات.
ومؤخراً، تم ترسية عقود تصميم المحطات الرئيسية الأربعة لشبكة القطارات التي تقع عند تقاطع مسارات القطار والحافلات، على عدد من الشركات ومكاتب التصميم العالمية والمحلية، والتي راعت عند إعداد متطلبات تصاميمها تخصيص مواقع للاستثمار في هذه المحطات، مع التركيز على المتطلبات الوظيفية، واستخدام مواد مُستدامة، والاعتناء بالنواحي التشغيلية ومتطلبات الصيانة مُستقبلاً، وقد شملت هذه العقود ما يلي:
- عقد مشروع تصميم محطة منطقة قصر الحكم بمدينة الرياض على شركة سنوهيتا (النرويج).
- عقد مشروع تصميم محطة العليا بمدينة الرياض على شركة جيربر معماريون (ألمانيا)
- عقد مشروع تصميم محطة مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض على شركة زها حديد معماريون (بريطانيا).
- عقد مشروع تصميم محطة القطار الغربية بمدينة الرياض على شركة دار الدراسات العمرانية وشركاهم مهندسون استشاريون (السعودية).
عوامل الجذب للركاب
وتعد محطات القطار الأربعة الرئيسية، أحد أبرز عوامل الجذب للركاب في المشروع، وذلك لوقوعها في مناطق عالية الكثافة وعند تقاطع مسارات القطار والحافلات، إضافة إلى تقديمها لخدمات متنوعة مساندة لنظام النقل العام، حيث تتضمن مواقف عامة للسيارات، ومنافذ لبيع التذاكر، ومحلات تجارية، ومكاتب خدمة العملاء، كما تُعتبر هذه المحطات «قيمة مضافة» لمشروع النقل العام وعاملاً لتحسين البيئة العمرانية في المدينة.
وإلى جانب محطات القطار الأربعة الرئيسية، يضم مشروع القطار الكهربائي بالرياض 85 محطة فرعية بتصاميم موحدة تُمثّل هوية النقل العام بمدينة الرياض، وتُعتبر من أهم عوامل نجاح نظام النقل العام في المدينة. إضافة إلى إنشاء ثمانية مراكز لمواقف السيارات العامة (Park الجزيرة Ride) تتوزع في أطراف المدينة بموازات مسارات (القطار الكهربائي والحافلات).
نظم تحكم متقدمة
كما يتكون مشروع النقل العام في المدينة، من نظم موحدة لكل من شبكة القطار الكهربائي والحافلات، تشمل نظم متقدمة للتحكم والتذاكر والاتصالات والمعلومات وخدمات الانترنت ووسائط الاتصال المختلفة. إضافة إلى استخدام المشروع مواصفات تقنية وتصميمية عالية، من أبرزها استخدام نظام القطارات الآلي (بدون سائق)، واختيار أحدث المواصفات والتقنيات لعربات القطار الكهربائي في العالم، والتي تتيح فصل العربات من الداخل، وتخصيص فئة خاصة للعائلات، إضافة إلى تزويدها بخدمات الاتصال وتبادل المعلومات للركاب.
مبنى مركز التحكم والتشغيل
كما تم ترسية عقد مشروع تصميم وإعداد وثائق التنفيذ لمبنى مركز التحكم والتشغيل لنظام النقل العام بمدينة الرياض على شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية. وقد جرى تحديد موقع المركز بجوار موقع المبيت والصيانة الواقع غرب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، على مساحة تبلغ 60 ألف متر مربع.
وسيتولى المركز التحكم في تشغيل الحافلات بكافة مستوياتها, ومراقبتها, والتواصل مع سائقيها, وإدارة نظام الاتصالات بين المركز والحافلات والمحطات, إضافة إلى تشغيل وإدارة النظام الآلي الموحد لتذاكر القطارات والحافلات وتشغيل وإدارة نظام معلومات الركاب، وتحقيق التكامل بين شبكتي الحافلات والقطارات.
كما سيضم المركز إدارة لخدمة الركاب، وأخرى للمراقبة الأمنية والسلامة، إلى جانب المكاتب الإدارية، والمكتبة، وقاعات للتدريب والخدمات المساندة.
نظم الأمن والسلامة
وقد استوفت تصاميم مشروع القطار متطلبات الأمن والسلامة للركاب والمنشآت، وذلك من خلال تزويد العربات والمحطات بأنظمة متطورة للمراقبة، تعمل بواسطة الكاميرات وأنظمة الإنذار المبكر، ونظم إطفاء الحريق، إلى جانب توفير أنظمة السلامة في الأنفاق، ونظم الاتصالات التي تتيح التواصل الفوري مع مركز التحكم والجهات الأمنية المختصة.
كما يتضمن المشروع، إنشاء محطات للصيانة تحتوي على ورش ومستودعات للقيام بأعمال الصيانة الدورية، إضافة إلى مهاجع لمبيت أسطول القطارات، ومكاتب ومرافق خاصة بالموظفين والعمال المسؤولين عن تشغيل وصيانة المشروع.
نزع الملكيات لصالح المشروع
وفي جانب نزع ملكية العقارات لصالح المشروع، شرعت الهيئة مؤخراً في اتخاذ الإجراءات الخاصة بذلك وفقاً لنظام نزع الملكية للعقارات للمنفعة العامة، وذلك لصالح كل من: (مواقع المبيت والصيانة للقطارات البالغ عددها سبعة مواقع، (مباني المواقف العامة ومحطات الحافلات البالغ عددها 25 موقعاً)، (مسارات القطارات)، (مواقع محطات التحويل الرئيسية للتغذية الكهربائية للمشروع).
تغذية المشروع بالكهرباء
وفي السياق ذاته أبرمت الهيئة العليا، اتفاقية مع الشركة السعودية للكهرباء، لتنفيذ أعمال تغذية مشروع القطارات بالطاقة الكهربائية والتي تقدر بـ 468 ميجا فولت امبير، عن طريق 12 محطة رئيسية في المدينة منها أربع محطات تحويل رئيسية ستُنشأ خصيصاً للمشروع، بالإضافة إلى توسعة ثماني محطات قائمة، وربط تلك المحطات بالشبكة عن طريق تمديدات بطول 84 كيلومتراً.