|
بقلم - توم دافنبورت:
إن كنت مديراً يعمل بالتعاون مع المحللين في المؤسسة، في سبيل اتخاذ قرارات في مجال الأعمال تعتمد على البيانات، من الضروري أن يكون طرح الأسئلة الجيدة في طليعة أولويّاتك.
ويخشى مديرون كثيرون أن يبدو عليهم، في حال طرحوا الأسئلة، أنّهم غير مطّلعين على المسائل الكمية.. بيد أنّ طرحك النوع المناسب من الأسئلة قد يجعلك تبدو حَسَنَ الاطلاع، ويزيد من احتمال تسجيلك نتائج جيدة على صعيد اتخاذ القرارات.
وفكّرت في الفائدة المحتملة من عدم الاكتفاء بطرح بعضٍ من أهمّ الأسئلة حول البيانات، ومن التطرّق أيضاً إلى مضمون الحوار التالي لطرح الأسئلة:
أسئلة حول الافتراضات:
تسأل: ما الافتراضات التي يستند إليها النموذج الذي بنيته؟
وتفكّر ردّا على إجابتهم: إن قالوا إنه ما من افتراضات معيّنة، فعليك أن تشعر بالقلق - لأن كل نموذج يستند إلى افتراضات.. ولعل ما يحصل هو أنك تفترض أن عيّنة البيانات تمثّل فئة من السكان، أو أن البيانات التي تم جمعها في وقت سابق لا تزال تتّسم بقدرة تمثيلية في الوقت الراهن.
المتابعة: هل من سبب يحثّك على التفكير في أن هذه الافتراضات ما عادت صالحة؟
تفكّر ردّاً على ذلك: أنتم تسعون فقط للحصول على إجابة مدروسة، علماً بأن الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كانت افتراضاتهم لا تزال قائمة تقضي بالإقدام على تحليل مختلف للبيانات التي تم جمعها مؤخراً - في عملية قد تكون مكلفة جداً.. ولعلّ نوعاً معيّناً من العلاقات لن يصمد إلاّ في حال تحرّكت متغيّرة معيّنة باتجاه محدّد.
أسئلة حول توزيع البيانات:
تسأل: كيف يتم توزيع البيانات التي جمعتها؟
تفكّر ردّاً على ذلك: إن تعذّر على أحدهم وصف عمليّة التوزيع، فهو محلّل يفتقر إلى المصداقية، لأنّ المحلّل الجيّد يكون قد اطّلع على عملية توزيع البيانات - وأطلعكَ عليها - بالاستناد إلى أي متغيّرة محدّدة.
متابعة: هل تخضع البيانات لعملية توزيع طبيعية؟
تفكر رداً على ذلك: في حال قال محلل إن البيانات ليست موزعة بشكل طبيعي (أي باعتماد منحنى جرسي)، أو في حال أراد اللجوء إلى أنواع مختلفة من الإحصاءات (تُعرَف باسم الإحصاءات «اللانمطية») فلا تعود تنطبق بعض الإحصاءات الشائعة الاستعمال على غرار التحويرات النمطية، والارتباطات.
لقد استوعبتَ فحوى الموضوع.. زمن المهم أن تُثبت، بفضل هذا الحوار، أنك مهتم، ومدرك نسبياً، ومتفانٍ في سبيل تحقيق نتيجة جيدة على صعيد اتخاذ القرارات.
- توماس دافنبورت أستاذ زائر في كلية «هارفارد» للأعمال، وأستاذ متميّز ورئيس إدارة تكنولوجيا المعلومات في كلية «بابسون» في ماساشوستس، وزميل بحوث في مركز الأعمال الرقمية في «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا». إلى ذلك، شارك في تأليف كتاب جديد بعنوان: «اللحاق بالضليعين بالرياضيات» Keeping Up with the Quants والكتاب الذي حقق مبيعات قياسية بعنوان «التنافس على مجال التحليلات» Competing on Analytics).