العقيدة الصافية هي توحيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. يجب أن تكون وفق ما أمر وشرع الله عزّ وجلّ وعلّمنا رسوله صلى الله عليه وسلم الذي تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلاّ هالك، فهي النور المبين والصراط المستقيم لنا في الدنيا والآخرة بإذنه سبحانه، لهذا فإنّ على الإنسان أن يسلك هذه الطريق وهذا المنهج القويم دون أية زيادة أو نقصان من ابتداع ونحوه.. فالاتباع لا الابتداع كما يُقال..!!! مع هذا كله فإنه للأسف الشديد هناك من يقترف بعض الشركيات والمبتدعات التي ما أنزل الله بها من سلطان سواء في مناسبات معينة أو الطواف بالقبور ودعاء الأولياء والصالحين وغيرهم، لأنهم كما يزعمون يُقربوهم إلى الله زُلفى عياذاً بالله،,!! لكنهم في نفس الوقت لا يدعون الله عزّ وجلّ مباشرة دون واسطة، أو تقرب بما لا يجوز كالتقرب بالأشياء التي لا تصح وبطريقة لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، أضف إلى ذلك تأليههم غير الله سبحانه بجعله إلهاً من دون الله عياذاً بالله من ذلك، فيُبالغون في التقرب إلى هذا الشخص ويدعونه ولا يدعون الله يُغالون في أوصافه وبل ويضعون له كرامات ومعجزات لم تحصل، أو أنها لم تحصل حتى للملائكة ولا للأنبياء ، فأصبح بذلك إلهاً لهم من دون الله، وهذا هو الشرك الأكبر وليس الأصغر..!!! لأن العبادة والدعاء لله وحده لا شريك له، فهو المعبود بحق دون سواه. لأنّ معنى لا إله إلا الله هو : لا معبود بحق إلاّ الله . أي تنفي العبادة لغير الله وتُثبتها لله وحده دون غيره من سائر المعبودات الأخرى الباطلة أياً كانت من بشر أو مخلوقات أخرى كالشمس والقمر، قال الله تعالى {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (37) سورة فصلت... كما أن هناك من بعض إخواننا المسلمين الذي أحياناً قد لا يؤدي عبادته المشروعة والمكلف بها كما ينبغي صحيحة من غير زيادة أو نقصان، فمنهم هدانا الله وإياهم إلى الحق والصواب، من يؤدي الصلاة دون خشوع كامل أو أنه يترك ركناً من أركانها بسبب عجلته بصلاته أو جهله ونسيانه، فبهذه الحالة يجب عليه إعادة الصلاة صحيحة كاملة، لأنّ الصلاة السابقة غير صحيحة، حيث إنه ترك ركناً أو بعض أركان الصلاة التي لا تصح إلاّ بها، وأيضاً من يتوضأ ولكنه لا يتوضأ وضوءاً صحيحاً مُجزياً لأنه ترك فرضاً من فروض الوضوء أونه أداه ناقصاً لم يُتمه، فأصبح وضوؤه غير تام ، وتتبعه صلاته التي صلاها بهذا الوضوء الذي نقص فرضاً أو فروضاً لجهله ونحو ذلك ، وهناك من يستعجل وهو يصلي مع الإمام في الحرم المكي الشريف فقبل أن ينتهي الإمام ويُسلم من صلاته يقطع هذا الأخ صلاته مستعجلاً لكي يلحق تقبيل الحجر الأسود، وهذا هدانا الله وإياه ترك ركناً من أجل سنّة إذ الأولى أن يتم صلاته صحيحة مع الإمام ثم ينصرف ليقبل الحجر الأسود إن استطاع إلى ذلك سبيلاً. وفقنا الله تعالى إلى التمسك بالعقيدة السليمة الصحيحة وأداء العبادات كما شرع الله عزّ وجلّ وسنّه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم...