يحدث أن يمر عليك في غمرة نجاح شخص ما.. أن تداهمك مشاعر غير مريحة.. تشك معها بصفاء قلبك.. وقد تظنه باباً خفياً من أبواب الحسد.. ويحدث أن ترى في بهجة فرح إحداهن تلك الخيبة التي منيتِ بها في تجربة سابقة.. إنه شعور طبيعي لا علاقة له بالشخص صاحب الحظ.. إنما هو شريط الذكريات يمر أمامك ويطرح الأسئلة الغاضبة عن حياتك كيف ولمن عشتها؟
ويحدث أن تتعثر في موقف.. أو تخسر في مغامرة.. فمن الطبيعي أن تحزن.. وتغضب على نفسك وتلقي باللوم على عاتق الظروف أو الأشخاص.. لكن غير الطبيعي أن تبقى في ذات الحفرة تعد خسائرك عداً.. وكلما بردت فورة الحرقة.. أشعلت بذاكرتك فتيل الغليان من جديد.. كأنما خطواتك توقفت في ذات المكان لا تبرحه!
والذي لن يحدث أبداً.. أن تبقى معك ذات المشاعر إذا قررت أن تقفز حصونها وتعلن حريتك من قيد الماضي بما فيه.. عندها ستعرف أنّ تجارب الآخرين هي فرصتهم التي لن تتقاطع مع طريقك.. إلاّ في حال أقحمتها رغماً عنها في دائرة رزقك وحظك.. فالحظ اختيار ولن يكون محض صدفة تسقط من السماء على من يلتقّفها دون أن يحرك لها ساكناً أو يسعى لها.. وهنا تحديداً يبدأ الإنسان في ذبح نفسه بيده.. عندما يعتقد أنّ الحظ صدفة تنتقي أصحابها خبط عشواء أو لسرهم “الباتع” وشيء غامض يجعل الأقدار ترخي لهم يد الكرم.
الحياة لا تسير هكذا.. والأرزاق لا توزع بعبثية.. إنما من يؤمن بحظه ويسعى له.. يأتيه راكضاً.. فالأبناء الصالحون صلاحهم مرتبط بطريقة تربيتك.. والمال المتدفّق يصب في حوض من سابق الفرص وبحث عن مجراه وتابعه.. والحب يخضع لمن يبحث عنه ويتعلم كيف يدعوه بالطريقة التي تجعله لا يهرب من أول ثغرة.
ولن أرسم الصور الوردية والخيالية.. فالأقدار قد تواجهك بقضاء حاسم في صحتك.. أو علاقاتك.. أو عملك.. أو في أي طريق تسلكه.. لكن كيف تتصرف معها؟.. هنا تكمن صناعة الحظ بقواعد جديدة.. لاختلاف الحال.
أغلب القيود وهمية.. أغلال ترصف لأنّ الخيال سقط في متاهة التوقعات.. جرب أن تفكر في أمر تريده بشدة لكنك لا تأخذه وربما لا تملك جرأة التصريح به.. من يمنعك؟ من يستطيع؟.. وماذا سيفعل من تظنه عائقاً بينك وبينه؟ وفي أسوأ الأحوال وردات الأفعال.. ماذا يمكن أن يحدث؟
لا شيء.. مجرّد ثورات غضب لأنك قررت أن تكون أنت.. وتطلب ما تريده.. وبدأت بالخروج عن طاعته وطاعتهم.. ثم ماذا سيحدث؟ أيضاً لا شيء.
لماذا البعض يستطيع أن يفعل ويقول ما يريده.. وأنت لا تستطيع!
لأنك بين قيودك التي رسمتها بالخوف والمعتقدات ليس أكثر.
amal.f33@hotmail.com