كيف يستقل المراجع الداخلي وما أهمية استقلاله.
وما المعوقات التي ممكن أن تقف في طريقه.
أسئلة مهمة أجابت عنها ورقة عمل الدكتور يحيى جبر الذي تحدث عن المركز التنظيمي للمراجع الداخلي والتبعية الإدارية وقد حددت أطر هذا التنظيم وفق معايير معهد المراجعين الأمريكيين:
- يتعين أن يتبع المراجع الداخلي لأعلى مستوى إداري بالمنشأة وأن يقدم تقارير المراجعة الداخلية إلى هذا المستوى.
- يتحقق الاستقلال التنظيمي عندما يكون المسئول عن إدارة المراجعة الداخلية يتبع لمستوى تنظيمي يسمح لإدارة المراجعة الداخلية بالقيام بمسئولياته باستقلاليتها عن الوحدات التنظيمية الأخرى بالمنشأة.
- ويكون على اتصال مباشر مع هذا المستوى.
- يجب أن يكون نشاط المراجعة الداخلية في نفس المستوى الإداري للإدارات التنفيذية الأخرى حتى يستطيع أداء أعمال الفحص بدون تأثيرات سلبية.
- يجب ألا تخضع أنشطة المراجعة الداخلية لأي تدخل من أي طرف داخل أو خارج المنشأة عند تحديد نطاق المراجعة، وتنفيذ العمليات، وتبليغ النتائج.
- يتعزز الاستقلال عندما لا تتدخل الإدارة التنفيذية في تعيين أو عزل المسئول عن إدارة المراجعة الداخلية.
ومن اللافت ما طرحته جريدة الجزيرة في عدد يوم الأحد السابع من شعبان حيث أكد نخبة من المختصين من أساتذة جامعة الملك سعود أهمية استقلالية المراجعة وعرض تقاريرها على المسؤول الأول في الجهة وهو متبع في بعض الوزارات.
وهي أصول وتقاليد عريقة لمهنة المراجعة الداخلية وأي إخلال بهذه الأصول يعد هدما للمهنة ونسفا لقيمتها، وقد ذكركثير من الباحثين أن وجود مراجعة ضعيفة أشد خطرا على الجهة من عدم وجودها حيث إن اقتران الضعف مع الوجود وعدم الدعم بالكوادر المؤهلة من تخصصات الإدارة والمحاسبة والقانون، وكذلك من موظفي الجهة الذين يمتلكون الخبرة في نفس نشاط الجهة يعد إضعافا لعمل المراجعة الداخلية وغطاء للفساد وتحصينا له بقصد أو بدون قصد!
ولذا فإن ثمة تشريعات منتظر أن تتبلور عنها مثل هذه الدراسات التي شخصت واقع دور المراجعة الداخلية في الأجهزة الحكومية وأهمية دعمها بالاستقلالية اللازمة لأداء نزيه وقوي في وجه الهدر المالي والبشري، الاستقلالية التي تحفظ حقوق المراجع الداخلي فكيف ينتظر ترقية من إدارة تنفيذية يقدم عنها تقرير مراجعة وكيف ينتظر دورة تدريبية من إدارة تنفيذية يقيم برامجها ونفقاتها، الاستقلالية تعني ارتباط عمل المراجعة وتقاريرها وحقوق المراجعين الداخليين من ترقيات وتدريب وتحفيز بالمسؤول الأول في الجهة.
كان من المهم بمكان أن تقيم مكافحة الفساد هذه الندوة الكبرى لإطلاع المراجعين على كل هذه الأوراق المهمة جدا لكل من يعمل أو يبحث في هذا المجال، وأعيد الشكر لهيئة مكافحة الفساد وكذلك لنخبة الباحثين المشاركين، كما لا يفوتني شكر الإدارة العامة للمراجعة الداخلية في وزارة التربية والتعليم حيث تم تزويد كل مديري فروع المراجعة الداخلية في كافة مناطق المملكة التعليمية بهذه الجرعة الكبيرة من التثقيف المهني التي اتسمت به هذه الحقيبة التدريبية الهامة جدا.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah