كتبت في الأسبوع قبل الماضي مقالاً عن اللغة العربية وأجدني هذا الأسبوع أعود إليه, عندما حدثتني زميلة لي في مجلس الشورى هي الأخت الفاضلة د. مستورة الشمري عن المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية, والمنعقد خلال الفترة من 27-30 جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 7-10 مايو 2013م, وقد شارك في تنظيمه المجلس الدولي للغة العربية, ومنظمة اليونسكو, ومكتب التربية العربي لدول الخليج, واتحاد الجامعات العربية, والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو), واشتمل المؤتمر على خمس جلسات رئيسة وثلاث وستين ندوة, ومشروعين نوقش خلالها 372 بحثاً ودراسة بحضور ما يقارب 1000 شخصية من حوالي 70 دولة.
وشاركت الدكتورة الشمري بورقة عمل كانت بعنوان “دور مجلس الشورى السعودي في حماية اللغة العربية” وقد تناولت فيها ما يلي:
1- أشكال التهديد التي تواجه لغتنا العربية.
2- ما توفر لهذه اللغة من مقومات تواجه بها هذه التهديدات وتضمن بقاءها وقد هدفت الورقة إلى:
1- مناقشة أبعاد أزمة اللغة العربية سواء في المجال العام أو التعليمي.
2- الوقوف على المقومات الكامنة والصريحة للغة العربية.
وتمت الإشارة فيها بشكل مختصر إلى أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية على الصعيدين الداخلي والخارجي. حيث تمثلت التحديات الداخلية بـ(اللهجات المحلية, إغفال نشرها, انحصار استخدامها بسبب وزارة التعليم العالي وسوق العمل, عدم وجود مقررات موحدة لرعايتها....). أما التحديات الخارجية فتمثلت في العولمة ومحاولة شطبها من الأمم المتحدة وترويج المصطلحات الأجنبية وضعف ما ينشر باللغة العربية على شبكة الإنترنت.
كما تمت الإشارة إلى الأنظمة والقرارات والمواد التي أكدت على الاهتمام باللغة العربية والجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل حمايتها. ودور الحوار البرلماني في حماية اللغة العربية وإعادة الاستقرار العالمي لمكانتها بين اللغات العالمية الأخرى.
وقد خلص المؤتمر إلى توصيات مهمة منها:
1- الموافقة على قانون اللغة, الذي ينظم وضع اللغة الوطنية والمحلية والأجنبية, وتأييد عرضه على جهات قانونية متخصصة لمراجعته, ثم إرساله لجميع الدول والمنظمات الحكومة والأهلية والمؤسسات لعرضه على المسؤولين وأصحاب القرار والمشرعين وواضعي السياسات والمخططين والمهتمين والغيورين على لغتهم بهدف الاستفادة مما جاء في بنوده من مواد قانونية تسهم في وضع سياسات لغوية وطنية تعمل على تعزيز اللغة العربية السليمة وحمايتها من الإقصاء, وتمكينها من إثبات ذاتها في مواقعها الطبيعية بقوة القانون, وبما يسهم في وحدة المجتمع ويدعم الاستقرار والسيادة الوطنية, وإعادة إنتاج المجتمعات العربية بلغتها الجامعة والموحدة التي تحافظ على هويتها, وتعزز ولاءها وانتماءها لأوطانها ولعروبتها, وتحافظ على مرجعيتها وثوابتها وقيمها.
2- الموافقة على مشروع المؤسسة العربية للتعريب والترجمة, وتأييد واستكمال وضعه في صيغة نهائية لتقديمه للجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم حيال ذلك.
آمل أن تحظى قرارات هذا المؤتمر بالقبول والأخذ بها من الحكومات العربية والإسلامية مساندة للغة القرآن اللغة العربية.